رامون دياز وأكسفورد يونايتد: قصة أسطورة ريفر بليت الذي هزّ الكرة الإنجليزية

6 نوفمبر 2025 - 10:43 م

تُعد قصة رامون دياز مع أكسفورد يونايتد واحدة من أغرب الفصول وأكثرها إثارة للدهشة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية. ففي أواخر عام 2004، هبط مدرب عالمي من الطراز الرفيع، وأسطورة حقيقية في الأرجنتين، بشكل مفاجئ ليتولى قيادة فريق متواضع ينافس في دوري الدرجة الرابعة الإنجليزي. كانت هذه الخطوة بمثابة صدمة أثارت فضول المتابعين وطرحت سؤالاً واحداً: كيف ولماذا؟

من هو رامون دياز؟ أسطورة الأرجنتين وريفر بليت

قبل الخوض في تفاصيل مغامرته الإنجليزية، لا بد من التعريف بشخصية رامون دياز، الملقب بـ “البلادور” (El Pelado). كلاعب، كان دياز مهاجماً فذاً تألق مع منتخب الأرجنتين وترك بصمة لا تُمحى مع أندية عملاقة مثل ريفر بليت، نابولي، وإنتر ميلان. أما مسيرته التدريبية، فلم تكن أقل نجاحاً، حيث قاد ريفر بليت لتحقيق ألقاب تاريخية، أبرزها كأس ليبرتادوريس عام 1996، مما رسخ مكانته كأحد أهم المدربين في تاريخ النادي وأمريكا الجنوبية.

صدمة في أكسفورد: وصول “البلادور” إلى الدرجة الرابعة

في ديسمبر 2004، كان نادي أكسفورد يونايتد يعاني في غياهب دوري الدرجة الرابعة (League Two)، بعيداً كل البعد عن الأضواء العالمية. وفجأة، أعلن النادي عن تعيين رامون دياز مدرباً جديداً له. أحدث الخبر دوياً هائلاً، فكيف يمكن لمدرب فاز بأكبر بطولات القارة اللاتينية أن يقبل بتدريب فريق صغير في إنجلترا؟ كان السر يكمن في الطموحات الكبيرة للمالك الأرجنتيني للنادي آنذاك، فادي الدادا، الذي رأى في دياز الرجل القادر على قيادة مشروع ثوري للنهوض بالنادي.

طموحات كبيرة وواقع مختلف

وصل دياز ومعه وعود كبيرة بجلب لاعبين من الطراز الرفيع وتحقيق الصعود السريع. أثار وجوده حماساً منقطع النظير بين جماهير أكسفورد التي لم تعتد على هذا المستوى من الشهرة. ومع ذلك، سرعان ما اصطدمت الطموحات بالواقع المرير لدوريات الدرجات الدنيا في إنجلترا. واجه دياز تحديات عديدة، أبرزها:

  • حاجز اللغة: كان دياز لا يتحدث الإنجليزية، مما صعّب من عملية التواصل مع اللاعبين والإدارة.
  • اختلاف الثقافات: كانت فلسفته الكروية، المعتمدة على المهارة الفردية والأسلوب اللاتيني، في صراع مباشر مع كرة القدم الإنجليزية البدنية والمباشرة في تلك الأقسام.
  • الموارد المحدودة: لم تكن الإمكانيات المادية للنادي على قدر الوعود التي قُدمت له، مما حدّ من قدرته على تدعيم الفريق بالأسماء التي أرادها.

نهاية مفاجئة لرحلة لم تكتمل

على الرغم من بعض النتائج الإيجابية الأولية، لم تدم مغامرة رامون دياز في أكسفورد طويلاً. بعد خمسة أشهر فقط من توليه المنصب، وفي مايو 2005، تم بيع النادي لمالك جديد، مما أدى إلى رحيل دياز وطاقمه الفني بشكل فوري. انتهت القصة الحالمة قبل أن تبدأ فصولها الحقيقية، تاركةً وراءها شعوراً بالإحباط وعلامات استفهام كثيرة.

الإرث والتأثير: هل ترك دياز بصمة في أكسفورد؟

قد تبدو فترة رامون دياز مع أكسفورد يونايتد مجرد حاشية غريبة في مسيرته التدريبية الحافلة، لكنها بالنسبة لجماهير النادي، تظل ذكرى لا تُنسى. لقد كانت فترة قصيرة منحتهم الأمل والشعور بالأهمية على الساحة العالمية. ورغم أنها لم تحقق النجاح المأمول على أرض الملعب، إلا أنها أضافت فصلاً فريداً وتاريخياً لسجلات النادي، ليظل اسم أسطورة ريفر بليت مرتبطاً إلى الأبد بهذا النادي الإنجليزي الصغير.

المصدر: BBC Sport

مقالات ذات صلة