مراوغات تثير الجدل: حين يتحول الفن الكروي إلى استفزاز

4 نوفمبر 2025 - 9:09 م

المراوغات المستفزة هي تلك اللمسات الفنية الساحرة التي تقع على الخط الرفيع الفاصل بين الإبداع الكروي الخالص وعدم احترام الخصم. في عالم كرة القدم، حيث تتصادم الموهبة مع الروح القتالية، تظهر أحياناً مهارات فردية تتجاوز الهدف الأساسي من المراوغة -وهو تخطي اللاعب- لتصبح استعراضاً قد يراه البعض إهانة، مما يثير غضب المدافعين ويشعل شرارة الجدل في الملاعب وخارجها.

فن أم استفزاز؟ الجدل الأزلي في عالم كرة القدم

لطالما كانت المهارات الفردية جزءاً لا يتجزأ من هوية كرة القدم، فهي ما يمنح اللعبة سحرها ومتعتها. يرى الكثيرون أن المراوغات الاستعراضية هي تعبير عن الثقة بالنفس وقدرة اللاعب على إمتاع الجماهير التي تدفع المال لمشاهدة مثل هذه اللقطات. من هذا المنظور، فإن تقييد اللاعبين ومنعهم من التعبير عن أنفسهم يقتل روح “اللعبة الجميلة”.

على الجانب الآخر، يعتبر المدافعون وبعض المحللين أن هذه الحركات، خاصة عندما لا تكون ضرورية لسير اللعب، هي شكل من أشكال الاستفزاز المتعمد. يعتقدون أنها تهدف إلى التقليل من شأن الخصم، مما يؤدي غالباً إلى ردود فعل عنيفة وتدخلات قوية قد تعرض اللاعب المهاري نفسه للإصابة.

أشهر اللاعبين أصحاب “المراوغات المزعجة”

عبر تاريخ اللعبة، اشتهر العديد من اللاعبين بأسلوبهم المهاري الذي اعتبره البعض مستفزاً. في العصر الحديث، يبرز بعض الأسماء بشكل خاص في هذا الجدل.

نيمار جونيور و”اللامبريتا” الشهيرة

يُعد النجم البرازيلي نيمار جونيور المثال الأبرز على اللاعب الذي تثير مهاراته حفيظة الخصوم. مراوغته الشهيرة “لامبريتا” (أو الـ Rainbow Flick)، حيث يرفع الكرة بكعبيه من فوق رأس المدافع، أصبحت علامته المسجلة. ورغم جماليتها، إلا أنها تسببت في العديد من المشاحنات والبطاقات الصفراء للمدافعين الذين ردوا بعنف على ما اعتبروه “استهزاءً” بهم.

فينيسيوس جونيور ورقصات السامبا

لاعب آخر لا يخشى إظهار مهاراته هو فينيسيوس جونيور. يتميز نجم ريال مدريد بسرعته وقدرته الفائقة على المراوغة، وغالباً ما يقوم بحركات استعراضية بالقرب من خط التماس أو داخل منطقة الجزاء. أسلوبه، بالإضافة إلى احتفالاته الراقصة، جعله هدفاً متكرراً للصافرات من جماهير الخصم وتدخلات قوية من المدافعين.

عبد الصمد الزلزولي ولمسات فنية خاصة

يتمتع الجناح المغربي عبد الصمد الزلزولي بجرأة وثقة عالية في مهاراته. يُعرف بقدرته على المراوغة في المساحات الضيقة واستخدام حركات غير متوقعة لتجاوز خصومه. هذا الأسلوب يضعه أيضاً في قائمة اللاعبين الذين قد تثير مراوغاتهم غضب المدافعين، حيث يعتبرونها أحياناً زائدة عن الحاجة ومجرد محاولة للاستعراض.

بين قوانين اللعبة والقواعد غير المكتوبة

لا يوجد في قانون كرة القدم ما يمنع اللاعب من القيام بمراوغة فنية. ومع ذلك، هناك “قواعد غير مكتوبة” تتعلق بالروح الرياضية. على سبيل المثال، يعتبر الكثيرون أن القيام بحركات استعراضية عندما يكون فريقك متقدماً بنتيجة كبيرة هو قلة احترام واضحة. يجد الحكام أنفسهم أحياناً في موقف صعب، حيث يتعين عليهم حماية اللاعبين المهاريين من التدخلات العنيفة، وفي نفس الوقت إدارة المباراة ومنع تصاعد التوتر الذي قد تسببه هذه المراوغات.

في النهاية، يبقى الجدل قائماً. هل هذه المراوغات هي ملح كرة القدم الذي يضيف نكهة خاصة للمباريات، أم أنها تصرفات غير رياضية تستدعي ردود فعل قوية؟ الإجابة غالباً ما تعتمد على الفريق الذي تشجعه.

المصدر: Marca