إنجلترا لا تعرف الخسارة أمام صربيا: حقيقة تاريخية أم مواجهة أولى من نوعها في يورو 2024؟

12 نوفمبر 2025 - 12:02 ص

حقيقة أن إنجلترا لا تعرف الخسارة أمام صربيا تظل واحدة من الإحصائيات اللافتة التي تسبق المواجهة المرتقبة بين المنتخبين في بطولة كأس الأمم الأوروبية “يورو 2024”. وبينما يستعد منتخب “الأسود الثلاثة” لدخول البطولة كأحد أبرز المرشحين للقب، يحمل في جعبته سجلاً تاريخياً نظيفاً يمنحه أفضلية نفسية ومعنوية. لكن هل يعكس هذا السجل الصورة الكاملة؟ أم أننا على وشك مشاهدة فصل جديد ومختلف تماماً في تاريخ مواجهات الفريقين؟

جدول المحتويات

فك شفرة التاريخ: من يوغوسلافيا إلى صربيا

لفهم عبارة “إنجلترا لا تعرف الخسارة أمام صربيا”، يجب العودة بالزمن وتفكيك التاريخ الكروي المعقد للمنطقة. معظم المواجهات التاريخية التي يُستشهد بها كانت ضد منتخب يوغوسلافيا السابق، ومن ثم ضد منتخب “صربيا والجبل الأسود”. ورغم أن هذه المواجهات شكلت تحدياً كبيراً للإنجليز في بعض الأحيان، إلا أن السجل المباشر ضد الكيان الصربي المستقل يحمل قصة مختلفة وأكثر بساطة.

بعد تفكك يوغوسلافيا، لعبت إنجلترا مباراة واحدة فقط ضد منتخب “صربيا والجبل الأسود” في عام 2003. ومنذ استقلال صربيا بشكل كامل، لم يتقابل المنتخبان في أي مباراة رسمية أو ودية. هذا يعني أن مواجهة يورو 2024 ستكون المواجهة الرسمية الأولى في التاريخ بين منتخب إنجلترا ومنتخب صربيا بمسماه الحالي، مما يضيف بعداً تاريخياً فريداً للمباراة.

المواجهة اليتيمة: ماذا حدث في عام 2003؟

المباراة الوحيدة التي يمكن اعتبارها مرجعاً قريباً كانت تلك الودية التي جمعت إنجلترا بمنتخب صربيا والجبل الأسود في يونيو 2003 على ملعب “ووكرز ستاديوم” في ليستر. في تلك الليلة، تمكن المنتخب الإنجليزي من تحقيق الفوز بنتيجة 2-1.

افتتح ستيفن جيرارد التسجيل للإنجليز، قبل أن يعادل نيناد يستروفيتش الكفة للضيوف. لكن الكلمة الأخيرة كانت لجو كول الذي سجل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة. كانت تلك المباراة بمثابة تأكيد للتفوق الإنجليزي، وعززت السجل الإيجابي الذي ورثه المنتخب من مواجهاته السابقة مع يوغوسلافيا في السنوات الأخيرة قبل تفككها.

أبرز اللاعبين في تلك المواجهة:

  • من إنجلترا: ديفيد بيكهام، ستيفن جيرارد، فرانك لامبارد، مايكل أوين.
  • من صربيا والجبل الأسود: ديان ستانكوفيتش، ماتيا كيزمان، سينيشا ميهايلوفيتش.

هذه الأسماء تظهر حجم التطور الذي شهده المنتخبان على مدى العقدين الماضيين، حيث يدخلان مواجهة يورو 2024 بجيل جديد من النجوم العالميين.

منتخب الأسود الثلاثة: طموحات كبيرة في يورو 2024

يدخل منتخب إنجلترا بقيادة المدرب غاريث ساوثغيت البطولة وعينه على اللقب الذي استعصى عليه في النسخة الماضية عندما خسر النهائي بركلات الترجيح. يمتلك الفريق تشكيلة مدججة بالنجوم في جميع الخطوط، بداية من هاري كين في الهجوم، وجود بيلينغهام وفيل فودين في الوسط، وصولاً إلى دفاع صلب. هذا الجيل الذهبي يضع على عاتقه مسؤولية تحقيق أول لقب كبير لإنجلترا منذ عام 1966، والمباراة الافتتاحية ضد صربيا تمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الحلم.

هل يكتب “النسور” الصربية تاريخاً جديداً؟

في المقابل، يدخل منتخب صربيا البطولة بطموح كبير لإثبات الذات. يُعرف الفريق بصلابته الهجومية وقدرته على إحراج أكبر المنتخبات، بوجود لاعبين من الطراز الرفيع مثل ألكساندر ميتروفيتش، دوشان فلاهوفيتش، وسيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش. بالنسبة لـ “النسور”، فإن حقيقة أن إنجلترا لا تعرف الخسارة أمام صربيا (بمفهومها الأوسع) لا تمثل ضغطاً بقدر ما تمثل دافعاً هائلاً ليكونوا أول جيل صربي يلحق الهزيمة بالأسود الثلاثة.

ستكون المباراة معركة تكتيكية بين قوة إنجلترا التنظيمية وموهبتها الفردية، وبين الروح القتالية والقدرة الهجومية لصربيا. التاريخ يميل لصالح الإنجليز، لكن في عالم كرة القدم، كل مباراة هي صفحة جديدة تُكتب على أرض الملعب، ومواجهة يورو 2024 تعد بأن تكون فصلاً مثيراً لا يُنسى.

المصدر

https://hihi2.com/2025/11/12/p3471050.html

مقالات ذات صلة