الأحد الأول بدون جيجي ريفا: الملاعب الإيطالية تكرم “صوت الرعد” بوابل من الأهداف
كان تأبين جيجي ريفا في الملاعب الإيطالية حدثاً استثنائياً في أول يوم أحد يمر على عالم كرة القدم بدون أسطورته الخالدة، المعروف بلقب “Rombo di Tuono” أو “صوت الرعد”. لم يكن يوماً عادياً في تاريخ الدوري الإيطالي، بل كان فصلاً مؤثراً امتزج فيه الحزن بالفخر، والصمت بهدير الشباك، حيث تحولت المباريات إلى سيمفونية كروية فريدة لإحياء ذكرى الهداف التاريخي للمنتخب الإيطالي، والذي رحل عن عالمنا تاركاً إرثاً لا يمحى من الذاكرة.
جدول المحتويات
- صمت مهيب يسبق عاصفة الأهداف
- “مسبحة من الأهداف”: الشباك تحتفي بريفا
- كالياري: وداع خاص من قلب سردينيا
- إرث “صوت الرعد” الأبدي في إيطاليا
صمت مهيب يسبق عاصفة الأهداف
قبل انطلاق كل مباراة في ملاعب دوري الدرجة الأولى والثانية، خيم صمت مهيب لمدة دقيقة واحدة. لم تكن مجرد دقيقة صمت تقليدية، بل كانت لحظة تواصل روحي بين الجماهير واللاعبين وروح جيجي ريفا. في تلك اللحظات، توقفت الأنفاس وتجمدت الهتافات، لتتحدث القلوب بلغة واحدة: لغة الاحترام والتقدير لواحد من أعظم من لمسوا الكرة في تاريخ إيطاليا. ظهرت صور الأسطورة على الشاشات العملاقة في الملاعب، مرتدياً قميص نادي كالياري الأزرق والأحمر أو قميص المنتخب الإيطالي الأزرق، مذكرة الجميع بقوته التهديفية وشخصيته التي جسدت قيم الولاء والتفاني.
“مسبحة من الأهداف”: الشباك تحتفي بريفا
وكأنها إشارة من السماء، تحولت الجولة إلى مهرجان تهديفي غير مسبوق. في يوم الأحد الذي شهد غياب “صوت الرعد”، تردد صدى الأهداف بقوة في كل الملاعب. تم تسجيل 29 هدفاً في مباريات ذلك اليوم، وهو رقم لافت يعكس روحاً هجومية عالية، وكأن اللاعبين أرادوا تكريم الهداف الأسطوري بأفضل طريقة يعرفها: هز الشباك. من أهداف فيورنتينا في شباك إنتر، إلى أهداف جنوى ولاتسيو، كانت كل كرة تسكن المرمى بمثابة حبة في “مسبحة” كروية تُتلى تكريماً لروح ريفا. لم تكن مجرد أهداف عادية، بل كانت رسائل وفاء لرجل عاش حياته من أجل تسجيلها.
لاعبون يكرسون أهدافهم لذكرى الأسطورة
لم يقتصر التكريم على الأرقام فقط، بل امتد إلى احتفالات اللاعبين. العديد من مسجلي الأهداف رفعوا أيديهم إلى السماء في إشارة واضحة لتكريس أهدافهم لروح جيجي ريفا. كانت هذه اللفتات الإنسانية بمثابة شهادة على التأثير العميق الذي تركه ريفا ليس فقط على جيله، بل على أجيال اللاعبين المتعاقبة الذين رأوا فيه القدوة والمثل الأعلى في حب القميص والإخلاص للشعار.
كالياري: وداع خاص من قلب سردينيا
كان المشهد الأكثر تأثيراً في مدينة كالياري، معقل نادي جيجي ريفا الذي قاده لتحقيق لقب الدوري الإيطالي التاريخي والوحيد في عام 1970. قبل مباراة الفريق ضد تورينو، تحول الملعب إلى لوحة فنية من الحزن والفخر. ارتدى اللاعبون قمصاناً خاصة تحمل اسم “جيجي” ورقمه 11 الأسطوري. كانت الأجواء مشحونة بالعواطف، حيث بكت الجماهير وهي تردد اسمه، مستذكرة سنوات المجد التي صنعها لهم هذا البطل القادم من الشمال والذي اختار سردينيا وطناً أبدياً له. كان هذا المشهد مثالاً حياً على أن تأبين جيجي ريفا تجاوز حدود كونه مجرد لاعب كرة قدم، ليصبح رمزاً لجزيرة بأكملها.
إرث “صوت الرعد” الأبدي في إيطاليا
إن إرث جيجي ريفا لا يقتصر على أهدافه الـ 35 مع المنتخب الوطني، وهو رقم قياسي لا يزال صامداً حتى اليوم. يكمن إرثه الحقيقي في القيم التي مثلها: الولاء لنادٍ واحد في زمن الماديات، القوة في مواجهة الصعاب، والتواضع رغم النجومية. إن ما حدث في الأحد الأول بعد رحيله يثبت أن “صوت الرعد” قد يغيب جسداً، لكن صداه سيظل يتردد في قلوب عشاق كرة القدم الإيطالية إلى الأبد. كان يوماً لتكريم الماضي، ولكنه كان أيضاً درساً للمستقبل حول معنى أن تكون أسطورة حقيقية.
المصدر: Gazzetta.it
تعليقات الزوار ( 0 )