برشلونة استحق الفوز في فيغو: تحليل شامل لأداء الفريق رغم الثغرات الدفاعية

10 نوفمبر 2025 - 1:31 ص

برشلونة استحق الفوز في فيغو بجدارة، في مباراة حبست الأنفاس حتى دقائقها الأخيرة على ملعب بالايدوس، حيث نجح الفريق الكتالوني في انتزاع ثلاث نقاط ثمينة بفضل ركلة جزاء حاسمة من روبرت ليفاندوفسكي. على الرغم من أن الأداء الدفاعي أثار قلق الجماهير مجدداً، إلا أن السيطرة الهجومية والإصرار على تحقيق الانتصار جعلا كتيبة تشافي الطرف الأفضل والأجدر بالخروج منتصراً من هذا اللقاء الصعب والمعقد تكتيكياً.

جدول المحتويات

سيطرة هجومية وخلق مستمر للفرص

منذ بداية المباراة، فرض برشلونة أسلوبه بالاستحواذ على الكرة ومحاولة بناء الهجمات من الخلف. كانت هوية الفريق واضحة: الضغط العالي والبحث عن المساحات خلف دفاع سيلتا فيغو. نجح الفريق في خلق العديد من الفرص الخطيرة، وكان واضحاً أن الهدف الأول مسألة وقت. ترجم ليفاندوفسكي هذه السيطرة بهدف رائع أظهر فيه لمسته الحاسمة كواحد من أفضل المهاجمين في العالم. لم تقتصر الخطورة على المهاجم البولندي، بل كان الشاب لامين يامال مصدراً دائماً للإزعاج على الجبهة اليمنى، بفضل مراوغاته وقدرته على اختراق الدفاعات المتكتلة. الإحصائيات بعد المباراة أظهرت تفوقاً كاسحاً لبرشلونة في عدد التسديدات على المرمى ومعدل الأهداف المتوقعة (xG)، وهو ما يؤكد أن الفريق كان الطرف الأكثر فعالية والأقرب لتحقيق الفوز طوال التسعين دقيقة.

الأخطاء الدفاعية: نقطة ضعف مستمرة تهدد طموحات الفريق

على النقيض تماماً من الأداء الهجومي المنظم، ظهر الدفاع الكتالوني بصورة مهتزة وغير متماسكة. جاء هدف التعادل الأول لسيلتا فيغو من خطأ فردي واضح في التمركز، حيث تُرك إياغو أسباس وحيداً ليسدد كرة غيرت اتجاهها وسكنت الشباك. هذه الأخطاء الفردية لم تكن حالة معزولة، بل تكررت في أكثر من مناسبة وكادت أن تكلف الفريق غالياً. غياب التركيز في اللحظات الحاسمة، وسوء التفاهم بين قلبي الدفاع والظهير، كلها عوامل ساهمت في منح أصحاب الأرض الثقة للعودة في المباراة. هذه الهشاشة الدفاعية أصبحت السمة الأبرز للفريق هذا الموسم، وتمثل التحدي الأكبر الذي يواجه تشافي هيرنانديز إذا ما أراد الفريق المنافسة بجدية على الألقاب الكبرى.

لماذا برشلونة استحق الفوز في فيغو رغم كل شيء؟

قد يجادل البعض بأن استقبال هدفين من فريق يصارع في وسط الترتيب لا يليق بفريق بحجم برشلونة، وهذا صحيح. لكن في عالم كرة القدم، لا يُقاس الاستحقاق بغياب الأخطاء فقط، بل بالرغبة والإصرار والقدرة على خلق فرص أكثر من الخصم. هذا بالضبط ما فعله برشلونة. الفريق لم يستسلم بعد هدف التعادل، بل واصل ضغطه الهجومي وخلق الفرص حتى الدقائق الأخيرة. روح الفريق القتالية، التي تجلت في البحث عن هدف الفوز حتى صافرة النهاية، هي ما يجعله يستحق النقاط الثلاث. إن الانتصار في يوم لا تكون فيه بأفضل حالاتك دفاعياً هو علامة على شخصية الفريق القوية، وهو ما يؤكد أن برشلونة استحق الفوز في فيغو عن جدارة.

دور ليفاندوفسكي ولامين يامال في حسم اللقاء

لا يمكن الحديث عن هذا الفوز دون الإشادة بالدور الحاسم الذي لعبه الثنائي روبرت ليفاندوفسكي ولامين يامال. المهاجم البولندي أثبت مجدداً أنه رجل اللحظات الكبيرة، حيث سجل هدفين، بما في ذلك ركلة الجزاء القاتلة التي أعاد تنفيذها ببرود أعصاب يُحسد عليه. لقد كان قائداً حقيقياً في الخط الأمامي. أما لامين يامال، فبجانب مساهمته في الحصول على ركلة الجزاء، كان شعلة نشاط لا تهدأ على الرواق الأيمن، وشكل كابوساً لمدافعي سيلتا فيغو. هذا المزيج بين خبرة “ليفا” وحيوية “يامال” يمنح هجوم برشلونة أبعاداً مختلفة وقوة ضاربة قادرة على حسم أصعب المباريات.

دروس مستفادة وتحديات قادمة

هذا الفوز الصعب يقدم لبرشلونة دفعة معنوية هائلة قبل المواجهات المقبلة، خاصة في دوري أبطال أوروبا. لكنه في الوقت ذاته يقرع جرس الإنذار بضرورة معالجة المشاكل الدفاعية بشكل فوري. لا يمكن الاعتماد دائماً على التألق الهجومي لتعويض الأخطاء الخلفية. يجب على تشافي العمل على زيادة التركيز والتنظيم الدفاعي للفريق إذا أراد الاستمرار في المنافسة على لقب الدوري الإسباني والذهاب بعيداً في أوروبا. النقاط الثلاث من فيغو كانت ضرورية، ولكن الأهم هو التعلم من الأخطاء والبناء على الإيجابيات للمستقبل.

المصدر: hihi2.com

مقالات ذات صلة