تصريحات فينوتشي عن الحكم ماسا: الرئيس التنفيذي لبولونيا يكشف كواليس حواره المثير مع حكم مباراة ميلان

12 نوفمبر 2025 - 11:16 ص

أثارت تصريحات فينوتشي عن الحكم ماسا موجة واسعة من الجدل في أروقة كرة القدم الإيطالية، عقب المباراة الدراماتيكية التي جمعت بين ناديي إيه سي ميلان وبولونيا، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق. كشف كلاوديو فينوتشي، الرئيس التنفيذي لنادي بولونيا، عن تفاصيل حوار مباشر أجراه مع حكم الساحة دافيد ماسا بعد اللقاء، مؤكداً أن الحكم بقي مقتنعاً بصحة قراراته رغم الانتقادات الشديدة التي طالتها، خاصة فيما يتعلق بركلات الجزاء التي شهدتها المباراة.

جدول المحتويات

تفاصيل اللقاء المثير للجدل: ليلة من القرارات التحكيمية الصعبة

شهد ملعب سان سيرو ليلة كروية صاخبة لم تكن أحداثها مقتصرة على الأهداف الأربعة التي سجلها الفريقان، بل امتدت لتشمل سلسلة من القرارات التحكيمية التي أصبحت حديث الصحافة والجماهير. أدار الحكم الدولي دافيد ماسا المباراة التي تضمنت احتساب ثلاث ركلات جزاء، اثنتان منها لصالح ميلان تم إهدارهما، وواحدة لصالح بولونيا تم تسجيلها بنجاح. لكن الجدل الأكبر تركز حول ركلة الجزاء الأولى التي احتسبت لصالح ميلان في الشوط الأول، والتي وصفها الكثير من المحللين بأنها “شديدة الشك”. جاء القرار بعد تدخل على المدافع سيمون كاير داخل منطقة الجزاء، وهو قرار اعتبره مسؤولو بولونيا قاسياً وغير مبرر، مما مهد الطريق لليلة متوترة ومليئة بالشد العصبي.

تصريحات فينوتشي عن الحكم ماسا: كواليس الحوار المباشر

لم ينتظر كلاوديو فينوتشي طويلاً ليعبر عن موقف ناديه. ففي حديثه لوسائل الإعلام بعد المباراة مباشرة، كشف أنه توجه للتحدث مع الحكم دافيد ماسا لفهم وجهة نظره. وقال فينوتشي: “لقد تحدثت مع ماسا بهدوء بعد المباراة، وأكد لي أنه مقتنع تماماً بصحة قراره بشأن ركلة الجزاء الأولى. هو يعتقد أن هناك دفعاً واضحاً، لكننا نرى الأمر بشكل مختلف تماماً”. وأضاف الرئيس التنفيذي لبولونيا: “نحن نرى أن الاحتكاك كان طفيفاً جداً ولا يرقى لاحتساب ركلة جزاء، خاصة في ظل وجود تقنية الفيديو (VAR) التي كان يجب أن تتدخل لتصحيح ما نعتبره خطأً واضحاً. من الغريب أن يبقى الحكم مصراً على رأيه رغم كل الشكوك”. هذه التفاصيل التي كشفها فينوتشي سلطت الضوء على الهوة بين تقييم الحكام على أرض الملعب ورؤية الأندية والمحللين.

تعتبر هذه الواقعة مثالاً آخر على التحديات التي تواجه التحكيم في العصر الحديث، حيث تظل بعض القرارات خاضعة للتقدير البشري حتى مع وجود التكنولوجيا المساعدة. إن تصريحات فينوتشي عن الحكم ماسا لم تكن مجرد شكوى عابرة، بل كانت دعوة لإعادة تقييم معايير استخدام تقنية الفيديو لضمان تحقيق أكبر قدر من العدالة.

تحليل ركلات الجزاء: بين قناعة الحكم وشكوك الخبراء

لم تكن ركلة الجزاء الأولى هي الوحيدة التي أثارت الجدل. فقد أهدر أوليفييه جيرو الركلة الأولى لميلان، قبل أن يهدر ثيو هيرنانديز الركلة الثانية في الشوط الثاني. بالمقابل، نجح ريكاردو أورسوليني في تسجيل ركلة الجزاء التي احتسبت لبولونيا في الدقائق الأخيرة، والتي منحت فريقه نقطة ثمينة. يرى الخبراء أن ركلة الجزاء الأولى لميلان كانت الأكثر تأثيراً على سير المباراة، حيث منحت الفريق المضيف فرصة مبكرة للتقدم. يجمع العديد من الحكام السابقين والمحللين على أن التدخل كان بسيطاً، وأن المهاجم بالغ في ردة فعله، مما يجعل قرار ماسا “متسرعاً”. إصرار الحكم على قناعته يطرح تساؤلات حول بروتوكول التواصل بين حكم الساحة وحكام الفيديو، وكيفية الوصول إلى قرار مشترك في اللقطات التي تحمل هذا القدر من الشك.

تأثير الواقعة على الدوري الإيطالي ومستقبل التحكيم

تأتي هذه الحادثة لتضيف المزيد من الضغط على لجنة الحكام في الدوري الإيطالي، الذي شهد العديد من الأخطاء التحكيمية المثيرة للجدل هذا الموسم. يطالب مسؤولو الأندية، ومن بينهم فينوتشي، بزيادة الشفافية وتوحيد معايير اتخاذ القرار لتقليل الأخطاء التي قد تؤثر على نتائج المباريات ومصير الفرق في سباق المنافسة. إن النقاش الدائر حالياً لا يتعلق فقط بمباراة ميلان وبولونيا، بل يمتد ليشمل مستقبل التحكيم في إيطاليا وكيفية تحقيق التوازن بين سلطة الحكم على أرض الملعب ودور التكنولوجيا في تصحيح الأخطاء الجسيمة. وبلا شك، ستظل تصريحات فينوتشي عن الحكم ماسا نقطة مرجعية في هذا النقاش المستمر، مذكرة الجميع بأن كرة القدم، رغم كل التقنيات، لا تزال لعبة تعتمد بشكل كبير على القرارات البشرية.

في الختام، نجح بولونيا في الخروج بنقطة ثمينة من ملعب صعب، لكن الجدل التحكيمي طغى على النتيجة، وفتح الباب مجدداً أمام حوار ضروري حول كيفية تحسين مستوى التحكيم لضمان نزاهة المنافسة في أحد أقوى الدوريات الأوروبية.

المصدر: Gazzetta dello Sport

مقالات ذات صلة