تصريحات لوفتوس-تشيك: اكتشفت سر تألقي مع ميلان في أيامي مع ساري

تُعد تصريحات لوفتوس-تشيك الأخيرة بعد تألقه مع نادي ميلان بمثابة مفتاح لفهم سر عودته القوية إلى الساحة التهديفية، حيث كشف اللاعب الإنجليزي أن الدور الذي يلعبه حالياً تحت قيادة ستيفانو بيولي يعيد إلى الأذهان أفضل فتراته الكروية، وتحديداً تلك التي قضاها تحت إشراف المدرب ماوريسيو ساري. فبعد تسجيله ثنائية في شباك بولونيا، أضاء لوفتوس-تشيك على الأسباب الكامنة وراء انفجاره التهديفي، مؤكداً أن شعوره بالراحة في مركز متقدم في خط الوسط هو العامل الحاسم الذي يسمح له بإظهار كامل إمكانياته الهجومية.

جدول المحتويات

• استعادة الذكريات: فترة ساري الذهبية في تشيلسي
• التألق في سان سيرو: الدور التكتيكي الجديد مع بيولي
• تحليل فني: لماذا ينجح لوفتوس-تشيك في هذا المركز؟
• أهمية تصريحات لوفتوس-تشيك لمستقبل الروسونيري

استعادة الذكريات: فترة ساري الذهبية في تشيلسي

عندما أشار روبن لوفتوس-تشيك إلى فترته مع ماوريسيو ساري، لم يكن ذلك من قبيل الصدفة. ففي موسم 2018-2019 مع تشيلسي، قدم اللاعب الإنجليزي أفضل أداء تهديفي في مسيرته حتى الآن، حيث سجل 10 أهداف وقدم 5 تمريرات حاسمة في جميع المسابقات. كان يلعب آنذاك كلاعب وسط ثالث في خطة 4-3-3، مع منحه حرية كاملة للتقدم إلى منطقة جزاء الخصم والانضمام إلى المهاجمين.

هذه الحرية التكتيكية التي منحها له المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري سمحت له باستغلال قوته البدنية الهائلة وقدرته على التوغل وإنهاء الهجمات بشكل فعال. تصريحاته الحالية تؤكد أن تلك التجربة شكلت وعيه التكتيكي، وجعلته يدرك أن هذا الدور هو الأنسب لإطلاق العنان لقدراته الهجومية التي ظلت كامنة في بعض الفترات اللاحقة من مسيرته عندما كان يُستخدم في أدوار أكثر تحفظاً.

التألق في سان سيرو: الدور التكتيكي الجديد مع بيولي

مع انتقاله إلى ميلان، وجد لوفتوس-تشيك نفسه مجدداً في بيئة تكتيكية مشابهة. المدرب ستيفانو بيولي، الذي يعتمد غالباً على خطة 4-3-3 أو 4-2-3-1، وظّف اللاعب الإنجليزي كلاعب وسط متقدم (Mezzala) أو كصانع ألعاب خلف المهاجم مباشرة. هذا المركز يمنحه ترخيصاً بالقيام بالركض من الخلف إلى الأمام (box-to-box)، والمساهمة بشكل مباشر في الثلث الأخير من الملعب.

الأهداف التي سجلها هذا الموسم، بما في ذلك ثنائيته الأخيرة، جاءت نتيجة مباشرة لهذا الدور. فهو يصل إلى منطقة الجزاء في التوقيت المثالي ليكون خياراً إضافياً للتسجيل، مستفيداً من انشغال المدافعين بمراقبة المهاجمين الأساسيين مثل أوليفييه جيرو أو رافائيل لياو. لقد أصبح سلاحاً هجومياً غير متوقع، وهو ما كان يفتقده خط وسط ميلان في بعض الأحيان: لاعب وسط بقدرات بدنية وفنية قادرة على حسم المباريات.

مقارنة بين دوريه مع ساري وبيولي

على الرغم من التشابه الكبير في المبدأ العام للدور، إلا أن هناك بعض الفروقات الطفيفة. مع ساري، كان جزءاً من نظام يعتمد على الاستحواذ والتمرير القصير “Sarriball”. أما مع بيولي، فإن الفريق يعتمد بشكل أكبر على التحولات السريعة والديناميكية، مما يتطلب من لوفتوس-تشيك مجهوداً بدنياً أكبر في تغطية المساحات والانطلاق السريع نحو مرمى الخصم، وهو ما يبرع فيه بفضل بنيته الجسدية القوية.

تحليل فني: لماذا ينجح لوفتوس-تشيك في هذا المركز؟

يكمن نجاح لوفتوس-تشيك في هذا المركز المتقدم في مجموعة من العوامل المتكاملة:

• القوة البدنية: يمتلك قامة طويلة وجسداً قوياً، مما يجعله متفوقاً في الالتحامات الثنائية والكرات الهوائية داخل منطقة الجزاء.
• التوقيت في التوغل: يتمتع بحس تكتيكي عالٍ يمكنه من اختيار اللحظة المناسبة للركض داخل منطقة الجزاء دون رقابة.
• القدرة على الإنهاء: أظهر قدرة جيدة على إنهاء الهجمات بكلتا قدميه ورأسه، مما يجعله لاعباً شاملاً أمام المرمى.
• التفاهم مع الزملاء: بدأ ينسجم بشكل واضح مع زملائه في الخط الأمامي، مما يخلق مساحات له ولهم على حد سواء.

هذه السمات مجتمعة تجعل منه كابوساً لدفاعات الخصوم، حيث يصعب على لاعبي الوسط الدفاعيين تتبعه، كما يجد المدافعون أنفسهم في حيرة بين مراقبته أو مراقبة المهاجم الصريح.

أهمية تصريحات لوفتوس-تشيك لمستقبل الروسونيري

تكتسب تصريحات لوفتوس-تشيك أهمية خاصة لأنها لا تعكس فقط رضاه الشخصي، بل تشير أيضاً إلى أن ميلان قد وجد أخيراً القطعة المفقودة في خط وسطه الهجومي. بعد سنوات من البحث عن لاعب وسط قادر على تسجيل 8-10 أهداف في الموسم، يبدو أن اللاعب الإنجليزي هو الحل الأمثل. ثقته الحالية وشعوره بالراحة في بيئة سان سيرو يبشران بموسم استثنائي له وللفريق. إن استمراره على هذا المنوال سيمنح ميلان بعداً هجومياً إضافياً قد يكون حاسماً في المنافسة على الألقاب المحلية والقارية في المستقبل القريب.

في الختام، يؤكد حديث اللاعب الإنجليزي أن فهم المدرب لقدرات لاعبه ووضعه في المركز الذي يبرز فيه أفضل ما لديه هو جوهر النجاح في كرة القدم الحديثة. لقد نجح ساري في الماضي، ويبدو أن بيولي يسير على نفس الطريق لإعادة اكتشاف “المدفعجي” الكامن داخل روبن لوفتوس-تشيك.

المصدر: Gazzetta dello Sport

مقالات ذات صلة

• علاقة دي روسي وساباتيني: قصة ولاء لا تنكسر ومستقبل يُكتب في روما؟
• ميلان يفرط في تقدمه أمام بارما: كيف أهدر الروسونيري فوزًا في المتناول؟
• تشكيلة يوفنتوس المتوقعة ضد تورينو: خطة أليغري لحسم ديربي “ديلا مولي”