تفاصيل طرد ميليك أمام إمبولي: قرار الـVAR الذي غير مجرى المباراة
يُعد طرد ميليك أمام إمبولي نقطة تحول حاسمة في المواجهة التي جمعت بين يوفنتوس وضيفه إمبولي ضمن منافسات الدوري الإيطالي، حيث وجد فريق “السيدة العجوز” نفسه يلعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة الثامنة عشرة من عمر اللقاء. هذا الطرد المباشر للمهاجم البولندي أركاديوز ميليك لم يؤثر فقط على نتيجة المباراة، بل أثار جدلاً واسعاً حول صحة القرار ودور تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) في تغيير قرارات الحكام الميدانية بشكل جذري، مما يطرح تساؤلات حول معايير التدخلات الخطيرة في كرة القدم الحديثة.
جدول المحتويات
- لحظة التدخل: تحليل اللقطة التي أدت إلى الطرد
- من البطاقة الصفراء إلى الحمراء: كيف غير الـVAR قرار الحكم؟
- ما هو تأثير طرد ميليك أمام إمبولي على يوفنتوس؟
- قانون اللعبة وردود الفعل على القرار التحكيمي
لحظة التدخل: تحليل اللقطة التي أدت إلى الطرد
في الدقيقة 18 من الشوط الأول، كانت المباراة لا تزال في مراحلها الأولى والنتيجة تشير إلى التعادل السلبي. في تلك اللحظة، ارتكب أركاديوز ميليك خطأ فادحاً في منتصف الملعب، حيث فقد السيطرة على الكرة وحاول استعادتها بتدخل عنيف ومتهور على مهاجم إمبولي، ألبرتو تشيري. أظهرت الإعادة التلفزيونية بوضوح أن ميليك لم يلمس الكرة على الإطلاق، بل دهس بكعب حذائه مباشرة على كاحل اللاعب تشيري.
كان التدخل خطيراً بكل المقاييس، حيث أن القوة والسرعة التي تم بها، بالإضافة إلى استهداف منطقة حساسة مثل الكاحل، شكلت خطراً حقيقياً على السلامة الجسدية للاعب الخصم. على الرغم من أن ميليك لم يتعمد إيذاء تشيري على الأرجح، إلا أن تهوره وسوء تقديره للموقف جعلا من تدخله يستوفي كافة شروط “اللعب العنيف الخطير” وفقاً لقوانين كرة القدم.
القرار المبدئي للحكم
في البداية، لم يتردد حكم الساحة، ليفيو مارينيلي، في إشهار البطاقة الصفراء في وجه ميليك. كان تقديره الأولي أن الخطأ يستحق إنذاراً فقط، ربما لأنه لم ير زاوية التدخل بوضوح كامل أو قدّر أن التهور لم يصل لدرجة الطرد المباشر. لكن لاعبي إمبولي سارعوا بالاحتجاج، مطالبين بمراجعة اللقطة عبر تقنية الفيديو.
من البطاقة الصفراء إلى الحمراء: كيف غير الـVAR قرار الحكم؟
كانت غرفة تقنية الفيديو المساعد (VAR) هي صاحبة الكلمة الفصل في هذه الحادثة. استدعى حكام الفيديو الحكم مارينيلي لمراجعة اللقطة على الشاشة الجانبية للملعب (On-Field Review). بعد مشاهدة الإعادات البطيئة من زوايا متعددة، أصبح من الواضح تماماً أن تدخل ميليك كان أشد خطورة مما بدا عليه في الوهلة الأولى. لقد أظهرت الإعادة بوضوح أن قدم ميليك ارتطمت مباشرة بكاحل تشيري دون لمس الكرة، وهو ما يصنف كـ “لعب عنيف خطير” يستوجب الطرد المباشر.
بناءً على ما شاهده، لم يجد الحكم مارينيلي خياراً سوى التراجع عن قراره الأول. سحب البطاقة الصفراء من سجله وأشهر البطاقة الحمراء المباشرة في وجه المهاجم البولندي، معلناً عن طرد ميليك أمام إمبولي في وقت مبكر جداً من المباراة.
ما هو تأثير طرد ميليك أمام إمبولي على يوفنتوس؟
كان لهذا الطرد المبكر تأثير كارثي على خطط المدرب ماسيميليانو أليجري. اضطر يوفنتوس إلى اللعب لأكثر من 70 دقيقة بعشرة لاعبين، مما أجبر أليجري على إجراء تغييرات تكتيكية فورية للتكيف مع النقص العددي. تم التضحية بالنهج الهجومي من أجل تأمين التوازن الدفاعي، مما قلل من قدرة الفريق على فرض سيطرته على مجريات اللعب.
على الرغم من النقص العددي، تمكن يوفنتوس من التقدم في النتيجة بهدف سجله دوشان فلاهوفيتش في الشوط الثاني. لكن الضغط المستمر من فريق إمبولي، الذي استغل تفوقه العددي، أثمر عن هدف التعادل الذي سجله توماسو بالدانزي. انتهت المباراة بالتعادل 1-1، وهي نتيجة تعتبر بمثابة خسارة نقطتين ثمينتين ليوفنتوس في صراعه المحتدم على لقب الدوري الإيطالي. لقد كان حدث طرد ميليك أمام إمبولي هو العامل الأبرز الذي منع يوفنتوس من تحقيق الفوز.
قانون اللعبة وردود الفعل على القرار التحكيمي
وفقاً لقانون كرة القدم، فإن أي تدخل يعرض سلامة الخصم للخطر باستخدام قوة مفرطة يجب أن يعاقب عليه بالبطاقة الحمراء المباشرة. قرار الحكم مارينيلي، بعد مراجعة الـVAR، كان صحيحاً تماماً ومتوافقاً مع نصوص القانون. لم تكن هناك ردود فعل غاضبة من معسكر يوفنتوس تجاه القرار، حيث أقر المدرب أليجري بعد المباراة بأن ميليك ارتكب خطأ ساذجاً وأن الطرد كان مستحقاً.
في الختام، يمكن القول إن حادثة طرد ميليك أمام إمبولي كانت درساً قاسياً للمهاجم ولفريقه، وتذكيراً بأهمية الانضباط والتحكم في الأعصاب داخل الملعب. كما أنها أبرزت مرة أخرى الدور الحاسم الذي تلعبه تقنية الـVAR في تحقيق العدالة التحكيمية وتصحيح الأخطاء البشرية التي قد تغير مصير مباراة بأكملها.
المصدر: Gazzetta.it
تعليقات الزوار ( 0 )