تكتيك سندرلاند الخاص ضد آرسنال: هل كانت الرياح هي سر مفاجأة الكأس عام 1973؟
يُعد تكتيك سندرلاند الخاص ضد آرسنال في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1973 أحد أكثر القصص إلهاماً وتداولاً في تاريخ كرة القدم الإنجليزية. لم تكن مجرد مباراة، بل كانت ملحمة كروية تحدى فيها فريق من الدرجة الثانية كل التوقعات وهزم أحد أقوى الفرق في إنجلترا آنذاك. وبينما يتذكر الجميع هدف إيان بورترفيلد وتصديات جيمي مونتغومري الخارقة، تظل العبارة الساخرة للمدرب بوب ستوكو “لابد أنها كانت الرياح” عالقة في الأذهان، لتضيف طابعاً أسطورياً على هذا الانتصار التاريخي. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل تلك المواجهة وما وراء الخطة التي أسقطت العمالقة.
جدول المحتويات
- خلفية المواجهة: ديفيد ضد جالوت في ويمبلي
- ما هو تكتيك سندرلاند الخاص ضد آرسنال حقاً؟
- تصريح ستوكو الخالد: “لابد أنها كانت الرياح”
- الإرث والتأثير: كيف غيرت هذه المباراة تاريخ الناديين؟
خلفية المواجهة: ديفيد ضد جالوت في ويمبلي
في الأول من مايو عام 1973، توجه فريق سندرلاند، الذي كان ينافس في دوري الدرجة الثانية، إلى ملعب ويمبلي الشهير لمواجهة آرسنال، حامل اللقب وأحد أقوى فرق إنجلترا. كان آرسنال، بقيادة المدرب بيرتي مي، مدججاً بالنجوم مثل تشارلي جورج وألان بول، وكان المرشح الأوفر حظاً للفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي. على الجانب الآخر، كان سندرلاند فريقاً متواضعاً لم يكن يتوقع أحد وصوله إلى هذا الدور المتقدم. كانت كل المؤشرات تشير إلى فوز سهل لآرسنال، لكن المدرب بوب ستوكو كان لديه رأي آخر، وخطة ستُكتب في سجلات التاريخ.
ما هو تكتيك سندرلاند الخاص ضد آرسنال حقاً؟
لم يكن الانتصار وليد صدفة أو مجرد ضربة حظ. لقد اعتمد تكتيك سندرلاند الخاص ضد آرسنال على مجموعة من المبادئ البسيطة والفعالة التي أربكت فريق “المدفعجية”. يمكن تلخيص الخطة في النقاط التالية:
1. الضغط العالي المنظم
بدلاً من التراجع للدفاع كما يفعل معظم الفرق الأقل شأناً، طبق لاعبو سندرلاند ضغطاً عالياً ومستمراً على لاعبي آرسنال منذ الدقيقة الأولى. هذا الأسلوب الشجاع منع آرسنال من بناء اللعب من الخلف وأجبرهم على ارتكاب الأخطاء وفقدان الكرة في مناطق خطيرة.
2. الانضباط الدفاعي الصارم
كان قلب الدفاع ديف واتسون وزملاؤه بمثابة جدار صخري أمام هجمات آرسنال. تميزوا بالانضباط التكتيكي والصلابة البدنية، حيث نجحوا في تحييد خطورة المهاجمين ومنعهم من الوصول بسهولة إلى مرمى الحارس جيمي مونتغومري. لم يتركوا مساحات خلفهم، مما جعل مهمة آرسنال شبه مستحيلة.
3. استغلال الكرات الثابتة والتحولات السريعة
كان سندرلاند يعلم أن فرصه ستكون محدودة، لذلك ركز على استغلال كل فرصة متاحة. جاء الهدف الوحيد في المباراة في الدقيقة 31 عن طريق إيان بورترفيلد بعد ركلة ركنية، مما يوضح التركيز العالي على الكرات الثابتة. كما شكلت الهجمات المرتدة السريعة خطورة دائمة على دفاع آرسنال المتقدم.
تصريح ستوكو الخالد: “لابد أنها كانت الرياح”
بعد المباراة، وفي خضم احتفالات لاعبيه وجماهيره، سُئل المدرب بوب ستوكو عن سر هذا الانتصار المذهل. وبدلاً من الخوض في تفاصيل تكتيكية معقدة، أجاب بابتسامة ساخرة قائلاً: “Muss der Wind gewesen sein” أو “لابد أنها كانت الرياح”. كانت هذه العبارة تعبيراً عن التواضع الشديد وروح الدعابة التي تمتع بها، حيث أرجع الفضل في هذا الإنجاز التاريخي إلى عامل خارجي بسيط بدلاً من الإشادة بعبقريته التكتيكية أو أداء لاعبيه البطولي. أصبح هذا التصريح جزءاً لا يتجزأ من أسطورة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 1973، ويرمز إلى أن في كرة القدم، يمكن للأشياء البسيطة وغير المتوقعة أن تصنع الفارق.
الإرث والتأثير: كيف غيرت هذه المباراة تاريخ الناديين؟
لا يزال فوز سندرلاند عام 1973 يُعتبر واحداً من أكبر المفاجآت في تاريخ كأس الاتحاد الإنجليزي. بالنسبة لسندرلاند، كان هذا اللقب هو الأخير في تاريخ النادي حتى يومنا هذا، وهو يمثل لحظة فخر لا تُنسى لجماهيره. أما بالنسبة لآرسنال، فقد كانت الهزيمة بمثابة صدمة كبيرة، لكنها ساهمت في تشكيل هوية النادي في السنوات التالية. لقد أثبت تكتيك سندرلاند الخاص ضد آرسنال أن الشغف والتنظيم والروح القتالية يمكن أن تتفوق على الموهبة والإمكانيات الفردية، وهو درس لا يزال صالحاً في عالم كرة القدم الحديثة. لقد كانت قصة ملهمة عن فريق لم يؤمن به أحد، لكنه آمن بنفسه وصنع المستحيل.
في النهاية، لم تكن الرياح هي التي صنعت النصر، بل كانت خطة محكمة نفذها 11 مقاتلاً على أرض الملعب، وقادهم مدرب ذكي من خارج الخطوط، ليخلدوا أسماءهم في تاريخ اللعبة إلى الأبد.
المصدر: Kicker.de
تعليقات الزوار ( 0 )