جاسبريني يكشف سر تألق دي كيتيلير: استغللت عمل ميلان

إن تصريحات جاسبريني عن دي كيتيلير الأخيرة قد أحدثت ضجة في الأوساط الرياضية الإيطالية، حيث كشف جيان بييرو جاسبريني، المدير الفني لنادي أتالانتا، عن رؤيته الثاقبة وراء الانفجار التهديفي للموهبة البلجيكية تشارلز دي كيتيلير. فبعد موسم محبط قضاه مع ميلان، انتقل اللاعب إلى بيرغامو على سبيل الإعارة ليبدأ فصلاً جديداً مليئاً بالنجاح، وهو ما أرجعه جاسبريني بذكاء إلى “العمل الذي قام به ميلان” في الموسم الماضي، مؤكداً أنه بنى على هذا الأساس لتحرير قدرات اللاعب الكامنة.

جدول المحتويات

• دي كيتيلير: من خيبة أمل في سان سيرو إلى نجم في بيرغامو
• تحليل تصريحات جاسبريني عن دي كيتيلير: ذكاء أم اعتراف؟
• كيف أعاد جاسبريني اكتشاف الموهبة البلجيكية؟
• مستقبل دي كيتيلير: هل يبقى في أتالانتا؟

دي كيتيلير: من خيبة أمل في سان سيرو إلى نجم في بيرغامو

عندما وقع تشارلز دي كيتيلير لنادي ميلان في صيف 2022 قادماً من كلوب بروج مقابل صفقة تجاوزت 35 مليون يورو، كانت التوقعات عالية جداً. كان يُنظر إليه على أنه “كاكا الجديد”، اللاعب الذي سيعيد البريق لمركز صانع الألعاب في الفريق اللومباردي. لكن الواقع كان مختلفاً تماماً، حيث قضى اللاعب موسماً صعباً تحت قيادة ستيفانو بيولي، وفشل في تسجيل أي هدف في 40 مباراة خاضها بقميص الروسونيري، مكتفياً بتمريرة حاسمة واحدة. بدا دي كيتيلير تائهاً، فاقداً للثقة، وغير قادر على التأقلم مع ضغوط اللعب في نادٍ بحجم ميلان.

لكن انتقاله إلى أتالانتا على سبيل الإعارة هذا الموسم كان بمثابة ولادة جديدة. تحت إشراف جاسبريني، تحول دي كيتيلير إلى لاعب مختلف كلياً. استعاد ثقته بنفسه وبدأ في تقديم مستويات مبهرة، مسجلاً الأهداف وصانعاً للفرص بشكل مستمر. لقد أصبح عنصراً لا غنى عنه في هجوم “لا ديا”، وأظهر للعالم أجمع لماذا استثمر ميلان هذا المبلغ الكبير للتعاقد معه في المقام الأول.

تحليل تصريحات جاسبريني عن دي كيتيلير: ذكاء أم اعتراف؟

عندما صرّح جاسبريني بأنه “استغل عمل ميلان” مع دي كيتيلير، كان لكلماته أكثر من تفسير. فمن ناحية، يمكن اعتبارها لمسة من الذكاء الإعلامي والتقدير، حيث يعترف بأن الموسم الذي قضاه اللاعب في ميلان، رغم صعوبته، ساهم في تأقلمه مع أجواء الدوري الإيطالي ومتطلباته البدنية والتكتيكية. فالتجربة، حتى لو كانت سلبية، تظل تجربة تعليمية قيمة.

ومن ناحية أخرى، قد تحمل الكلمات انتقاداً مبطناً للطريقة التي تم بها التعامل مع اللاعب في ميلانو. فكأن جاسبريني يقول: “المادة الخام كانت موجودة لديكم، لكنكم لم تعرفوا كيفية استخدامها”. إن تصريحات جاسبريني عن دي كيتيلير تعكس فلسفته في التعامل مع اللاعبين، فهو يرى أن اللاعب وصل إلى بيرغامو وهو يمتلك بالفعل فهماً للدوري الإيطالي، مما سهّل عليه مهمة دمجه في نظامه التكتيكي الخاص وإطلاق العنان لإمكانياته الحقيقية دون الحاجة للبدء من نقطة الصفر.

قراءة ما بين السطور

يمكن فهم تصريح جاسبريني على أنه إشارة إلى أن الضغط الإعلامي والجماهيري في ميلان كان عاملاً سلبياً أثر على أداء اللاعب الشاب. في بيئة أتالانتا الأكثر هدوءاً والأقل ضغطاً، وجد دي كيتيلير المساحة والحرية للتعبير عن نفسه. لم يكن مطلوباً منه أن يكون “المنقذ” أو “النجم الأوحد”، بل جزءاً من منظومة جماعية قوية، وهو ما ساعده على التطور والازدهار.

كيف أعاد جاسبريني اكتشاف الموهبة البلجيكية؟

يكمن سر نجاح دي كيتيلير مع أتالانتا في العبقرية التكتيكية للمدرب جيان بييرو جاسبريني. على عكس بيولي الذي حاول إشراكه كصانع ألعاب تقليدي خلف المهاجم، قام جاسبريني بتوظيفه في مركز أكثر تقدماً، كمهاجم ثانٍ أو حتى كمهاجم وهمي. هذا التغيير التكتيكي أتاح لدي كيتيلير عدة مزايا:

• الاقتراب من المرمى: أصبح أقرب إلى منطقة الجزاء، مما زاد من فرصه في التسجيل وصناعة الأهداف.
• استغلال بنيته الجسدية: سمح له مركزه الجديد بالاستفادة من قوته البدنية وطوله في الالتحامات مع المدافعين.
• تقليل الواجبات الدفاعية: تحرر من بعض المهام الدفاعية التي كانت تقيده في ميلان، مما سمح له بالتركيز على الجانب الهجومي.

إن فلسفة جاسبريني الهجومية، التي تعتمد على الضغط العالي واللعب المباشر، تناسبت تماماً مع خصائص اللاعب البلجيكي. لقد منحه المدرب الثقة التي كان يفتقدها، والنتيجة كانت واضحة للجميع على أرض الملعب.

مستقبل دي كيتيلير: هل يبقى في أتالانتا؟

يمتلك أتالانتا خيار شراء دي كيتيلير بشكل دائم من ميلان في نهاية الموسم مقابل مبلغ يقدر بحوالي 22 مليون يورو بالإضافة إلى متغيرات. بالنظر إلى الأداء الذي يقدمه اللاعب، يبدو تفعيل هذا البند خياراً منطقياً للغاية بالنسبة لنادي بيرغامو. سيكون الأمر بمثابة صفقة رابحة لأتالانتا الذي سيحصل على لاعب نجم بسعر معقول، بينما سيتمكن ميلان من تعويض جزء كبير من استثماره الأولي في اللاعب.

كل المؤشرات الحالية تشير إلى أن دي كيتيلير قد وجد بيته الكروي في بيرغامو. العلاقة القوية التي بناها مع جاسبريني، وتألقه ضمن منظومة الفريق، تجعل من استمراره مع أتالانتا الخيار الأكثر ترجيحاً لمستقبله. ويبقى السؤال الآن، هل سيندم ميلان على التفريط في موهبة بهذا الحجم؟ الإجابة قد تكون نعم، ولكن في الوقت الحالي، أتالانتا هو المستفيد الأكبر من هذا التحول المذهل.

المصدر: La Gazzetta dello Sport