حلم بافوس في دوري الأبطال: رحلة أوروبية تبدأ بعيدًا عن الديار

5 نوفمبر 2025 - 9:05 م

تمثل مشاركة نادي بافوس في دوري أبطال أوروبا إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق للنادي وللكرة القبرصية، حيث يخطو الفريق أولى خطواته في أهم بطولة للأندية على مستوى القارة. لكن هذا الحلم تحقق مصحوبًا بتحدٍ فريد من نوعه، إذ أن رحلة الفريق الأوروبية لن تمر عبر مدينته، بافوس. فالفريق سيضطر لخوض مبارياته “البيتية” بعيدًا عن ملعبه وجماهيره، في قصة تسلط الضوء على الفجوة بين الطموح الرياضي والواقع اللوجستي للبنية التحتية.

إنجاز تاريخي وتحدٍ لوجستي

للمرة الأولى في تاريخه، يجد نادي بافوس القبرصي نفسه بين نخبة أندية أوروبا. بعد موسم محلي استثنائي، نجح الفريق في حجز مقعده في الأدوار التمهيدية لدوري أبطال أوروبا، وهو ما يُعد مصدر فخر كبير للمدينة ومشجعي النادي. ومع ذلك، سرعان ما اصطدمت فرحة التأهل بواقع مرير: ملعب “ستيليوس كيرياكيديس” في بافوس لا يفي بالمتطلبات الصارمة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) لاستضافة مباريات هذا الحجم.

معايير اليويفا الصارمة: العائق الأكبر

لا يتعلق الأمر فقط بجودة عشب الملعب، بل بمعايير شاملة ومعقدة وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لضمان سير المباريات على أعلى مستوى من التنظيم والأمان. تشمل هذه المعايير:

  • السعة الجماهيرية: تتطلب مراحل معينة من البطولة حدًا أدنى من المقاعد لا يوفره ملعب بافوس.
  • البنية التحتية للإعلام: ضرورة توفير مساحات مجهزة بالكامل للمحطات التلفزيونية العالمية، ومراكز صحفية، ومناطق للمقابلات.
  • متطلبات الأمان والضيافة: وجود مداخل ومخارج كافية، ومناطق مخصصة لكبار الشخصيات، ومرافق ضيافة على مستوى عالمي.

هذه الشروط حالت دون حصول الملعب على الترخيص اللازم، مما أجبر النادي على البحث عن بديل مناسب داخل قبرص.

ملعب GSP في نيقوسيا: الحل المؤقت

أمام هذا الواقع، أصبح ملعب GSP في العاصمة نيقوسيا هو الخيار الأكثر ترجيحًا لاستضافة مباريات بافوس الأوروبية “على أرضه”. يُعد هذا الملعب الأكبر والأكثر تجهيزًا في قبرص، وهو معتاد على استضافة المباريات الدولية للمنتخب الوطني والأندية القبرصية الأخرى في البطولات الأوروبية، مما يجعله الحل المنطقي الوحيد لهذه المعضلة.

التأثير على الفريق والجماهير

بالتأكيد، اللعب بعيدًا عن المدينة الأم له تداعياته. يفقد الفريق ميزة اللعب أمام جماهيره الشغوفة التي كانت تحلم برؤية نجوم أوروبا على ملعبها. كما يمثل الأمر عبئًا إضافيًا على المشجعين الذين سيضطرون للسفر إلى نيقوسيا لدعم فريقهم. على الرغم من ذلك، يبقى الطموح كبيرًا لدى اللاعبين والجهاز الفني لتمثيل ناديهم وبلدهم بأفضل صورة ممكنة، وتحويل هذا التحدي إلى حافز لتقديم أداء بطولي بغض النظر عن مكان إقامة المباراة.

المصدر: MARCA

مقالات ذات صلة