ركلات جزاء ميلان الضائعة: ليلة درامية من جدل تحكيمي وطرد موتا!

9 نوفمبر 2025 - 5:16 م

شهدت مباراة ميلان وبولونيا واحدة من أكثر المباريات إثارة للجدل في الدوري الإيطالي هذا الموسم، حيث كانت ركلات جزاء ميلان الضائعة هي العنوان الأبرز لأمسية كروية صاخبة على ملعب سان سيرو. لم تكن مجرد نقاط أهدرها الروسونيري، بل كانت سلسلة من القرارات التحكيمية الغريبة والأحداث الدرامية التي بدأت برأس سيمون كيير المنخفض وانتهت بلمسة ثيو هيرنانديز المزدوجة، مروراً بطرد مدرب بولونيا تياغو موتا، لتترك الجماهير والمحللين في حيرة من أمرهم.

جدول المحتويات

تفاصيل ركلة الجزاء الأولى: رأس كيير المنخفض يثير الجدل

بدأت فصول الدراما في الدقيقة 40 عندما سقط المدافع الدنماركي سيمون كيير داخل منطقة الجزاء بعد احتكاك طفيف من لويس فيرغسون لاعب بولونيا. أشار الحكم دافيدي ماسا إلى نقطة الجزاء وسط احتجاجات لاعبي بولونيا. عند مراجعة اللقطة عبر تقنية الفيديو (VAR)، ظهر أن فيرغسون لمس كيير بشكل بسيط، لكن المدافع الدنماركي هو من بادر بخفض رأسه بشكل ملحوظ نحو قدم اللاعب المنافس، مما أثار شكوكاً كبيرة حول صحة القرار.

رغم الجدل، تم تأكيد ركلة الجزاء، وتقدم لتسديدها المهاجم المخضرم أوليفييه جيرو. لكن في تطور مفاجئ، تمكن الحارس لوكاس سكوروبسكي من التصدي للكرة ببراعة، ليحرم ميلان من التقدم ويضيف طبقة أخرى من الإثارة على المباراة. كانت هذه هي البداية فقط لليلة ستُعرف بأنها ليلة إهدار الفرص السهلة للفريق اللومباردي.

طرد تياغو موتا: شرارة الغضب على الخطوط الجانبية

لم يمر قرار الحكم باحتساب ركلة الجزاء مرور الكرام على دكة بدلاء بولونيا. انفجر المدرب تياغو موتا غضباً على الخطوط الجانبية، معتبراً أن القرار كان ظالماً وغير مستحق. أدت احتجاجاته الصاخبة والمتكررة إلى قيام الحكم بإشهار البطاقة الحمراء المباشرة في وجهه، ليُطرد من المباراة ويُجبر على متابعة ما تبقى من اللقاء من المدرجات.

أضاف هذا الطرد المزيد من التوتر على أجواء المباراة، حيث شعر فريق بولونيا بأنه تعرض لظلم تحكيمي واضح، مما زاد من عزيمتهم على الخروج بنتيجة إيجابية من ملعب سان سيرو الصعب. ورغم غياب مدربهم، أظهر اللاعبون انضباطاً تكتيكياً عالياً وقاتلوا بشراسة حتى الدقائق الأخيرة.

العقوبة المزدوجة: لمسة ثيو وركلات جزاء ميلان الضائعة

لم تنتهِ فصول ركلات الجزاء عند هذا الحد. في الدقيقة 74، حصل ميلان على ركلة جزاء ثانية بعد عرقلة رفائيل لياو. هذه المرة، تقدم الظهير الأيسر ثيو هيرنانديز لتسديدها بدلاً من جيرو. سدد ثيو الكرة بقوة لترتطم بالقائم الأيمن وتعود لتصطدم بقدمه مرة أخرى قبل أن تسكن الشباك. هنا، تدخل القانون ليقول كلمته.

وفقاً لقوانين كرة القدم، لا يجوز للاعب الذي ينفذ ركلة الجزاء أن يلمس الكرة مرة أخرى قبل أن يلمسها لاعب آخر. وبالتالي، تم إلغاء الهدف واحتساب ركلة حرة غير مباشرة لصالح بولونيا. كانت هذه الحادثة النادرة بمثابة ملخص لأمسية ميلان، حيث تحولت فرصة محققة لتسجيل هدف الفوز إلى خطأ فادح زاد من إحباط الفريق وجماهيره. وبهذا، أصبحت ركلات جزاء ميلان الضائعة هي السمة الأبرز للمباراة، حيث أهدر الفريق فرصتين ثمينتين لحسم النقاط الثلاث.

تأثير النتيجة على طموحات الفريقين

انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 2-2 بعد أن سجل بولونيا هدف التعادل القاتل في الوقت بدل الضائع، مما جعل إهدار ركلتي الجزاء أكثر مرارة لميلان. فقد الفريق نقطتين ثمينتين في صراعه للمنافسة في قمة الدوري الإيطالي، وأظهرت المباراة ضعفاً في التركيز وعدم قدرة على حسم المواجهات السهلة نسبياً. أما بالنسبة لبولونيا، فقد كانت النقطة بمثابة انتصار معنوي كبير، حيث أثبت الفريق شخصيته القوية وقدرته على مجاراة الكبار خارج أرضه، معززاً من موقعه في جدول الترتيب.

في الختام، ستبقى هذه المباراة في الذاكرة طويلاً ليس فقط لنتيجتها، بل لسلسلة الأحداث الغريبة التي رافقتها، والتي أثبتت مرة أخرى أن كرة القدم يمكن أن تكون غير متوقعة ومليئة بالدراما حتى صافرة النهاية.

المصدر: Gazzetta dello Sport

مقالات ذات صلة