ريمونتادا جنوى ضد ليتشي: مقصية إيكوبان الخرافية تحلق بالروسوبلو

11 نوفمبر 2025 - 2:17 م

شهدت مباراة ريمونتادا جنوى ضد ليتشي إثارة منقطعة النظير، حيث قلب فريق جنوى تأخره بهدف إلى فوز ثمين بنتيجة 2-1 في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء الذي أقيم على ملعب لويجي فيراريس ضمن منافسات الجولة الـ22 من الدوري الإيطالي. هذا الانتصار المثير، الذي جاء بفضل هدفي ماتيو ريتيغي والبديل كاليب إيكوبان، لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان تأكيداً على الروح القتالية العالية التي يتمتع بها فريق المدرب ألبيرتو جيلاردينو، وقدرته على العودة من أصعب المواقف.

جدول المحتويات

أحداث الشوط الأول: تقدم ليتشي وسيطرة مؤقتة

بدأت المباراة بإيقاع هادئ من كلا الفريقين مع محاولات خجولة لاستكشاف نقاط الضعف. ومع مرور الوقت، بدأ فريق ليتشي في فرض سيطرته النسبية على وسط الملعب، مستغلاً بعض الارتباك في دفاعات جنوى. أتت أولى ثمار هذا الضغط في الدقيقة 31 عندما تمكن المهاجم المونتينيغري نيكولا كرستوفيتش من افتتاح التسجيل لصالح الضيوف، مستغلاً تمريرة عرضية متقنة ليضع الكرة في الشباك، معلناً عن تقدم مستحق لفريقه.

حاول جنوى الرد بسرعة، لكن محاولاته افتقرت إلى الدقة والتركيز اللازمين لتهديد مرمى الحارس فلاديميرو فالكوني بجدية. بدا الفريق متأثراً بالهدف، وانتهى الشوط الأول بتقدم ليتشي بهدف نظيف، وسط قلق جماهير ملعب لويجي فيراريس التي كانت تأمل في أداء أفضل من فريقها على أرضه.

الشوط الثاني: انتفاضة جنوى وقلب الطاولة

مع بداية الشوط الثاني، أجرى المدرب ألبيرتو جيلاردينو تغييرات تكتيكية أعادت الحيوية إلى صفوف جنوى. بدأ الفريق في الضغط بشكل مكثف على دفاعات ليتشي، معتمداً على تحركات لاعبيه في الخط الأمامي وسعيهم الدؤوب لإدراك التعادل. تزايدت وتيرة هجمات أصحاب الأرض، وبدأت الخطورة تظهر بشكل واضح على مرمى ليتشي الذي تراجع لاعبوه للحفاظ على تقدمهم.

ريتيغي يعيد الأمل لجنوى

في الدقيقة 70، وبعد ضغط متواصل، نجح المهاجم الأرجنتيني ماتيو ريتيغي في ترجمة أفضلية فريقه إلى هدف. استلم ريتيغي الكرة داخل منطقة الجزاء وتمكن بمهارة من تسديدها بقوة في المرمى، معيداً المباراة إلى نقطة البداية ومشعلاً حماس الجماهير. كان هذا الهدف بمثابة شرارة انطلاق ملحمة ريمونتادا جنوى ضد ليتشي التي ستظل في الأذهان.

مقصية إيكوبان: لوحة فنية تحسم النقاط الثلاث

لم يكد فريق ليتشي يلتقط أنفاسه من هدف التعادل، حتى أتت اللحظة السحرية في المباراة. فبعد ست دقائق فقط من هدف ريتيغي، وفي الدقيقة 76، ارتقى المهاجم الغاني البديل كاليب إيكوبان لكرة عرضية داخل منطقة الجزاء ونفذ ركلة مقصية خلفية مذهلة، لتسكن الكرة الشباك بطريقة فنية رائعة عجز الحارس عن صدها. كان هدفاً استثنائياً بكل المقاييس، ليس فقط لجماله، بل لأنه أكمل عودة جنوى في النتيجة ومنحه تقدماً ثميناً.

هذا الهدف الأكروباتي لم يحسم النقاط الثلاث فحسب، بل أضاف لمسة من السحر على أمسية كروية مثيرة، وأثبت أن كرة القدم قادرة دائماً على إبهارنا بلحظات لا تُنسى. لقد كانت لحظة حاسمة في سيناريو ريمونتادا جنوى ضد ليتشي الذي سيُروى طويلاً.

ماذا يعني هذا الفوز لمسيرة الفريقين في الكالتشيو؟

بهذا الفوز، رفع جنوى رصيده من النقاط ليؤمن موقعه في منطقة وسط الترتيب بالدوري الإيطالي، مبتعداً بشكل مريح عن مناطق الهبوط. الأهم من ذلك، أن هذا الانتصار يعزز ثقة الفريق بنفسه ويؤكد على قوة شخصيته تحت قيادة جيلاردينو، وقدرته على تحقيق النتائج الإيجابية حتى في أصعب الظروف. لقد أثبتت ريمونتادا جنوى ضد ليتشي أن الفريق يمتلك العزيمة والإصرار للمنافسة بقوة.

على الجانب الآخر، زادت هذه الهزيمة من معاناة ليتشي خارج ملعبه، حيث فشل في تحقيق أي فوز بعيداً عن جماهيره هذا الموسم. ورغم الأداء الجيد في الشوط الأول، إلا أن الفريق انهار في الشوط الثاني ليتلقى خسارة مؤلمة تضعه في موقف صعب، حيث أصبح قريباً من منطقة الخطر، مما يستدعي من المدرب روبرتو دافيرسا إعادة تقييم الأمور لتصحيح المسار قبل فوات الأوان. فبعد طرد كرستوفيتش في الدقائق الأخيرة، انتهت المباراة بفوز مستحق لجنوى الذي حلق عالياً بفضل إصرار ريتيغي وإبداع إيكوبان.

المصدر: Gazzetta dello Sport

مقالات ذات صلة