زلزال في جنوى: رحيل باتريك فييرا رسمياً بعد تدهور النتائج

8 نوفمبر 2025 - 6:20 م

أعلن نادي جنوى الإيطالي عن رحيل باتريك فييرا عن جنوى بشكل رسمي، منهياً بذلك فترة قصيرة للمدرب الفرنسي على رأس القيادة الفنية للفريق. يأتي هذا القرار الحاسم في ظل الأزمة العميقة التي يعيشها النادي، حيث يقبع في المركز الأخير من جدول ترتيب الدوري الإيطالي “سيري آ”، وتتضاءل آماله في البقاء ضمن دوري الأضواء موسمًا آخر. وقد جاء الانفصال بين الطرفين كنتيجة حتمية لسلسلة النتائج المخيبة للآمال والأداء الباهت الذي قدمه الفريق تحت قيادته.

جدول المحتويات

أسباب الانفصال المفاجئ بين فييرا وجنوى

لم يكن قرار إنهاء عقد المدرب الفرنسي وليد اللحظة، بل جاء بعد تراكمات عديدة أدت إلى تدهور علاقة الثقة بين الإدارة والمدرب. يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية التي عجلت برحيل فييرا في عدة نقاط جوهرية أثرت على استقراره ومستقبل الفريق.

سلسلة النتائج السلبية

السبب الأكثر وضوحاً هو تدهور نتائج الفريق بشكل كارثي. تحت قيادة فييرا، فشل جنوى في تحقيق أي فوز في آخر 11 مباراة بالدوري، مكتفياً بجمع عدد قليل من النقاط من تعادلات شحيحة. هذا العجز عن تحقيق الانتصارات وضع الفريق في قاع الترتيب وجعل مهمة البقاء شبه مستحيلة، مما دفع الإدارة إلى ضرورة إحداث صدمة إيجابية لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

عقم تكتيكي واضح

واجه فييرا انتقادات لاذعة بسبب فشله في إيجاد هوية تكتيكية واضحة للفريق. ظهر جنوى في كثير من المباريات كفريق مفكك وغير منظم، يعاني من ضعف شديد في الجانبين الدفاعي والهجومي. لم يتمكن الفريق من تسجيل الأهداف بانتظام، بينما استقبلت شباكه أهدافاً سهلة بسبب أخطاء متكررة في التنظيم الدفاعي، وهو ما لم ينجح فييرا في إيجاد حلول له طوال فترة توليه المسؤولية.

مسيرة فييرا القصيرة: آمال كبيرة انتهت بخيبة أمل

عندما تم تعيين باتريك فييرا مدرباً لجنوى، استقبلت الجماهير الخبر بكثير من التفاؤل. فالاسم الكبير لأسطورة أرسنال وفرنسا، وخبراته السابقة في تدريب فرق مثل نيس وكريستال بالاس، أعطت انطباعاً بأن النادي مقبل على مشروع طموح. كان يُعتقد أن شخصيته القوية وقدرته على تطوير اللاعبين الشباب ستكون إضافة قوية للفريق.

لكن الواقع كان مختلفاً تماماً. لم يستطع فييرا نقل أفكاره إلى اللاعبين، وبدا الفريق عاجزاً عن تطبيق خططه على أرض الملعب. تحولت الآمال تدريجياً إلى إحباط مع كل جولة تمر دون تحقيق نتيجة إيجابية، لتنتهي قصة المدرب الفرنسي مع أقدم نادٍ في إيطاليا نهاية حزينة لم يتوقعها أكثر المتشائمين. يُضاف قرار رحيل باتريك فييرا عن جنوى إلى سجل تجاربه التدريبية التي لم تكتمل بنجاح.

ماذا بعد رحيل باتريك فييرا عن جنوى؟

مع إعلان رحيل باتريك فييرا عن جنوى رسميًا، بدأت إدارة النادي على الفور رحلة البحث عن مدرب جديد في مهمة إنقاذ شبه مستحيلة. تتركز الأنظار حالياً على المدربين المتخصصين في معارك الهبوط، والذين يمتلكون خبرة واسعة في الدوري الإيطالي وشخصية قادرة على شحن همم اللاعبين في هذه الفترة الحرجة.

تطرح أسماء مثل دافيدي نيكولا، المعروف بـ “رجل المهمات الصعبة” في إيطاليا، كأحد أبرز المرشحين. تحتاج إدارة جنوى إلى التحرك بسرعة وحسم، لأن كل مباراة قادمة تعتبر بمثابة نهائي لا يقبل القسمة على اثنين.

مستقبل جنوى الغامض في صراع الهبوط

يواجه جنوى مستقبلاً غامضاً ومقلقاً. الفريق لا يعاني فقط من أزمة نتائج، بل أيضاً من أزمة ثقة ومعنويات منخفضة لدى اللاعبين. مهمة المدرب الجديد لن تكون سهلة على الإطلاق، حيث سيتعين عليه ليس فقط تحسين الجانب التكتيكي، بل أيضاً إعادة الروح القتالية للفريق وإقناع اللاعبين بقدرتهم على تحقيق “المعجزة” والبقاء في السيري آ.

ستكون الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة في تحديد مصير النادي العريق. فإما أن تنجح “صدمة التغيير” في إيقاظ الفريق من سباته العميق، أو أن يكون الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية “سيري ب” هو المصير المحتوم الذي ينتظر فريق “الروسوبلو” هذا الموسم، ليكون خبر رحيل باتريك فييرا عن جنوى مجرد بداية لفصل صعب في تاريخ النادي.


المصدر: BBC Sport

مقالات ذات صلة