غضب جماهير باري يزلزل النادي: “دي لورينتيس ارحل!” بعد الهزيمة المدوية

10 نوفمبر 2025 - 3:46 ص

تصاعد غضب جماهير باري بشكل غير مسبوق بعد الهزيمة الثقيلة التي تلقاها الفريق أمام نادي ريجيانا بثلاثة أهداف نظيفة، مما أشعل فتيل أزمة حقيقية داخل أسوار النادي الجنوبي. الهزيمة لم تكن مجرد خسارة ثلاث نقاط، بل كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث انفجرت الجماهير في وجه الإدارة، موجهةً سهام نقدها بشكل مباشر إلى الرئيس لويجي دي لورينتيس، ومطالبة برحيله الفوري عن النادي.

جدول المحتويات

شرارة الغضب: هزيمة قاسية تشعل فتيل الأزمة

لم تكن الأجواء مثالية في معسكر نادي باري قبل مواجهة ريجيانا، حيث كان الفريق يعاني من تذبذب في النتائج والأداء. لكن الهزيمة بثلاثية نظيفة خارج الديار كانت بمثابة الصدمة التي فجرت بركان الغضب المكتوم. ظهر الفريق بشكل باهت ومنهار، دون أي روح قتالية، وهو ما اعتبرته الجماهير إهانة لقميص النادي وتاريخه. هذه الخسارة لم تؤثر فقط على موقع الفريق في جدول ترتيب دوري الدرجة الثانية الإيطالي “سيري ب”، بل كشفت عن عمق المشاكل الإدارية والفنية التي يعاني منها النادي، مما جعل ردة فعل الأنصار عنيفة وحتمية.

وصلت حالة الإحباط لدى الجماهير إلى ذروتها، حيث شعروا بأن طموحاتهم بالعودة إلى مصاف الكبار “سيري أ” تتبخر شيئاً فشيئاً. الهزيمة لم تكن مجرد عثرة عابرة، بل تأكيد على أن هناك خللاً جوهرياً في بنية الفريق ومشروع الإدارة الحالية التي فشلت في تلبية تطلعاتهم.

من المدرجات إلى المطار: تفاصيل الاحتجاجات الحادة

بدأت الاحتجاجات فور انتهاء المباراة، حيث هتفت الجماهير الحاضرة في ملعب ريجيانا ضد اللاعبين والإدارة. لكن فتيل الأزمة الحقيقي اشتعل عند عودة الفريق إلى باري. تجمع المئات من المشجعين الغاضبين في المطار منتظرين وصول بعثة الفريق، وهناك علت الأصوات بالهتاف الشهير الذي لخص الموقف: “De Laurentiis vattene!”، والذي يعني “دي لورينتيس ارحل!”.

لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل امتدت الاحتجاجات إلى محيط ملعب التدريب في الأيام التالية. رفعت الجماهير لافتات تندد بسياسات الرئيس، معبرين عن استيائهم من ما وصفوه بـ “انعدام الطموح” و”سوء الإدارة”. طالب المحتجون بتغيير جذري، مؤكدين أن بقاء الإدارة الحالية يعني استمرار التراجع والفشل في تحقيق حلم الصعود الذي طال انتظاره.

لماذا يستهدف غضب جماهير باري دي لورينتيس؟

يتركز غضب جماهير باري بشكل أساسي على شخص الرئيس لويجي دي لورينتيس لعدة أسباب متراكمة. السبب الأول والأكثر أهمية هو علاقة ملكية النادي بنادي نابولي، حيث أن والد لويجي، أوريليو دي لورينتيس، هو مالك بطل إيطاليا. تشعر جماهير باري بأن ناديهم يُعامل على أنه “نادٍ تابع” أو “فريق شقيق أصغر” لنابولي، وليس كمشروع رياضي مستقل له طموحاته الخاصة. هذا الشعور يتعزز مع كل فترة انتقالات، حيث يرون أن الاستثمارات الكبيرة تذهب لنابولي بينما يكتفي ناديهم بصفقات متواضعة لا ترقى لمستوى المنافسة على الصعود.

اتهامات بانعدام الطموح

تتهم الجماهير الإدارة الحالية بانعدام الرؤية والطموح الحقيقي. فبعد أن كان الفريق قريباً من الصعود في الموسم الماضي وخسره في اللحظات الأخيرة، توقع الأنصار أن تقوم الإدارة باستثمارات نوعية لتعزيز صفوف الفريق وضمان تحقيق الهدف هذا الموسم. إلا أن ما حدث كان العكس، حيث بدت السياسة المالية للنادي متحفظة للغاية، وهو ما أثر سلباً على جودة الفريق وأدائه في الملعب. هذا الأمر جعل الجماهير تشعر بأن الإدارة لا تشاركهم نفس الحلم ولا تسعى بجدية لإعادة نادي باري إلى مكانه الطبيعي بين الكبار.

مستقبل غامض وتساؤلات حول مشروع النادي

في ظل هذه الأجواء المشحونة، يبدو مستقبل النادي غامضاً. العلاقة بين الجماهير والإدارة وصلت إلى طريق مسدود، ومن الصعب رؤية كيفية ترميم هذه الثقة المكسورة. السؤال الأكبر الآن هو: كيف ستستجيب إدارة دي لورينتيس لهذه الاحتجاجات غير المسبوقة؟ هل ستتخذ خطوات عملية لتهدئة غضب جماهير باري عبر تغييرات فنية أو وعود باستثمارات مستقبلية، أم ستستمر في تجاهل مطالبهم، مما قد يؤدي إلى تصعيد أكبر؟

الأكيد أن الفريق الأول هو من سيدفع ثمن هذه الأزمة، حيث يحتاج اللاعبون إلى بيئة مستقرة للتركيز وتقديم أفضل ما لديهم. لكن مع هذا الضغط الهائل من المدرجات، قد يجد الفريق نفسه في دوامة من النتائج السلبية التي تقضي على ما تبقى من آماله هذا الموسم. تمر مدينة باري وناديها بفترة حرجة، والأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه “الثورة الجماهيرية” ستؤدي إلى التغيير المنشود أم ستكون مجرد صرخة في وادٍ سحيق.

المصدر: Gazzetta.it

مقالات ذات صلة