غياب مدرب كندي مدان من قوائم العقوبات: ثغرة فاضحة في نظام حماية الرياضيين
يُسلط غياب مدرب كندي مدان من قوائم العقوبات الرسمية الضوء على فجوة مقلقة وخطيرة في آليات حماية الرياضيين في كندا، مما يثير تساؤلات عميقة حول فعالية نظام “الرياضة الآمنة” الذي تم إنشاؤه لمنع تكرار مثل هذه الجرائم. قضية المدرب السابق بوب بيراردا، الذي أدين بجرائم اعتداء جنسي ضد لاعبات شابات، كشفت أن الإدانة القضائية وحدها لا تضمن منع الجناة من العودة إلى ميادين الرياضة، خاصة عند غياب الشفافية والرقابة الفعالة.
جدول المحتويات
- من هو بوب بيراردا؟ خلفية القضية الصادمة
- الثغرة الكبرى: لماذا لم يظهر اسمه في قوائم العقوبات؟
- دور مكتب مفوض نزاهة الرياضة (OSIC) والاتحادات الرياضية
- أصوات الضحايا ومستقبل حماية الرياضيين في كندا
من هو بوب بيراردا؟ خلفية القضية الصادمة
بوب بيراردا كان شخصية بارزة في عالم كرة القدم النسائية في كندا. شغل منصب المدرب الرئيسي لمنتخب كندا للسيدات تحت 20 عاماً، بالإضافة إلى تدريب فريق فانكوفر وايتكابس النسائي. انكشفت جرائمه في عام 2019 عندما تقدمت لاعبات سابقات بشجاعة للكشف عن الاعتداءات التي تعرضن لها على يديه. في فبراير 2022، أقر بيراردا بالذنب في ثلاث تهم بالاعتداء الجنسي وتهمة واحدة باللمس الجنسي لأغراض جنسية، شملت أربع لاعبات كن تحت رعايته بين عامي 1988 و2008. حُكم عليه بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ، تليها ثلاث سنوات من المراقبة، وهو حكم أثار جدلاً واسعاً واعتبره الكثيرون مخففاً للغاية بالنظر إلى خطورة الجرائم.
الإدانة كانت بمثابة تأكيد رسمي على الانتهاكات التي حدثت لسنوات طويلة، وكان من المتوقع أن تكون الخطوة الأولى نحو ضمان عدم تمكن بيراردا من تدريب أو الاقتراب من الرياضيين الشباب مرة أخرى. لكن ما حدث بعد ذلك كشف عن خلل أكبر في النظام.
الثغرة الكبرى: لماذا لم يظهر اسمه في قوائم العقوبات؟
على الرغم من إدانته الجنائية الصريحة، لم يتم إدراج اسم بوب بيراردا في أي قائمة عقوبات رياضية عامة في كندا. هذه القوائم، التي من المفترض أن تكون مرجعاً للأندية والمنظمات الرياضية للتحقق من خلفية المدربين والموظفين، لم تعكس حقيقة إدانته. هذا الغياب يعني نظرياً أنه يمكن لبيراردا، بعد انتهاء فترة عقوبته، أن يتقدم لوظيفة تدريب في منظمة رياضية صغيرة أو غير مطلعة على قضيته دون أن يتم اكتشاف تاريخه الإجرامي بسهولة.
تداعيات غياب مدرب كندي مدان من قوائم العقوبات
إن تداعيات هذا الإغفال وخيمة. إن عدم وجود نظام مركزي ومحدث باستمرار لقوائم العقوبات يضع الرياضيين، وخاصة القاصرين، في دائرة الخطر. القضية لا تتعلق بشخص بيراردا فقط، بل بالثغرة النظامية التي تسمح بوجود مثل هذه الحالات. إن غياب مدرب كندي مدان من قوائم العقوبات يرسل رسالة محبطة للضحايا مفادها أن النظام لا يزال قاصراً عن حمايتهم بشكل كامل، ويقوض الثقة في الهيئات الرياضية المسؤولة عن سلامتهم.
دور مكتب مفوض نزاهة الرياضة (OSIC) والاتحادات الرياضية
تم إنشاء مكتب مفوض نزاهة الرياضة (OSIC) في كندا كجزء من مبادرة “الرياضة الآمنة” ليكون هيئة مستقلة تحقق في شكاوى الإساءة في الرياضة. ومع ذلك، فإن قضية بيراردا تظهر أن نطاق عمل المكتب قد يكون محدوداً أو أن هناك فجوات في التنسيق بينه وبين النظام القضائي والاتحادات الرياضية الوطنية. على سبيل المثال، الاتحاد الكندي لكرة القدم، الذي كان بيراردا يعمل تحت مظلته، مسؤول أيضاً عن ضمان بيئة آمنة للاعبيه.
الجدل الحالي يدور حول من تقع عليه مسؤولية ضمان أن الأفراد المدانين بجرائم ضد الرياضيين يتم إدراجهم تلقائياً في قاعدة بيانات وطنية موحدة ومتاحة للعموم. يطالب المدافعون عن حقوق الرياضيين بآلية إلزامية تضمن تحديث هذه القوائم فور صدور الأحكام القضائية النهائية، بدلاً من الاعتماد على الإبلاغ الطوعي من الاتحادات.
أصوات الضحايا ومستقبل حماية الرياضيين في كندا
لقد كانت شجاعة الضحايا في قضية بيراردا هي الشرارة التي أطلقت حواراً وطنياً حول الإساءة في الرياضة الكندية. استمرار ظهور مثل هذه الثغرات النظامية يعتبر خذلاناً لتضحياتهم. ما يطالب به هؤلاء الناجون والخبراء هو ليس مجرد تعديلات طفيفة، بل إصلاح شامل لنظام حماية الرياضيين. يجب أن تشمل هذه الإصلاحات:
- إنشاء سجل وطني إلزامي: قاعدة بيانات مركزية ومتاحة للجمهور لجميع الأفراد الذين تم فرض عقوبات عليهم أو إدانتهم بجرائم تتعلق بالرياضة.
- شفافية كاملة: يجب أن تكون عمليات التحقيق والعقوبات شفافة لتعزيز المساءلة واستعادة الثقة.
- تنسيق أفضل: يجب أن يكون هناك تنسيق سلس بين وكالات إنفاذ القانون والهيئات الرياضية لضمان مشاركة المعلومات الحيوية على الفور.
في الختام، يمثل غياب مدرب كندي مدان من قوائم العقوبات جرس إنذار لا يمكن تجاهله. إنها ليست مجرد قضية إدارية، بل هي قضية تتعلق بالسلامة الجسدية والنفسية لآلاف الرياضيين الشباب في جميع أنحاء البلاد. إن لم يتم سد هذه الثغرة بسرعة وحزم، فإن الوعد بـ “رياضة آمنة” سيظل مجرد شعار فارغ، وستبقى الأجيال القادمة من الرياضيين عرضة للخطر.
المصدر: The Guardian
تعليقات الزوار ( 0 )