فوز ساحق تاريخي: برشلونة للسيدات يكتب التاريخ بنتيجة مذلة في الكلاسيكو

10 نوفمبر 2025 - 1:17 ص

شهدت ملاعب كرة القدم النسائية فوز ساحق سيبقى محفورًا في الذاكرة، حيث حقق فريق برشلونة للسيدات انتصارًا كاسحًا على غريمه التقليدي ريال مدريد بنتيجة غير متوقعة على الإطلاق. لم تكن مجرد مباراة في الدوري، بل كانت استعراضًا للقوة والهيمنة الكتالونية التي أذهلت عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، وأعادت تعريف موازين القوى في الكلاسيكو النسائي. هذه النتيجة الكارثية لم تكن مجرد ثلاث نقاط، بل كانت رسالة واضحة بأن برشلونة يتربع على عرش الكرة الإسبانية النسائية بلا منازع.

جدول المحتويات

تفاصيل الشوط الأول: بداية العاصفة الكتالونية

منذ الدقائق الأولى، كانت نوايا فريق برشلونة واضحة. ضغط عالٍ، استحواذ شبه مطلق على الكرة، وتبادل سريع للتمريرات أربك دفاعات ريال مدريد التي بدت هشة وغير منظمة. لم يتأخر الهدف الأول كثيرًا، حيث تمكنت النجمة أيتانا بونماتي من افتتاح التسجيل في الدقيقة السابعة بتسديدة متقنة من خارج منطقة الجزاء. هذا الهدف المبكر فتح شهية لاعبات البلوغرانا اللواتي واصلن هجومهن الشرس. أضافت سلمى بارالويلو الهدف الثاني بعد مجهود فردي رائع، قبل أن تعود كارولين هانسن لتسجل الهدف الثالث بضربة رأسية محكمة قبل نهاية الشوط الأول. خرج ريال مدريد إلى الاستراحة وهو يعاني من صدمة حقيقية، حيث لم يتمكن من تسديد أي كرة على مرمى برشلونة، وكانت النتيجة تعبر عن هيمنة مطلقة من جانب واحد.

الشوط الثاني: انهيار كامل وتألق فردي لافت

إذا كان الشوط الأول سيئًا لريال مدريد، فإن الشوط الثاني كان كارثيًا بكل المقاييس. لم تظهر لاعبات الفريق الملكي أي ردة فعل، بل على العكس، استمر الانهيار الدفاعي والذهني. استغل برشلونة هذا التفكك ليحول المباراة إلى مهرجان أهداف. سجلت أليكسيا بوتياس، العائدة من الإصابة، الهدف الرابع من ركلة جزاء، مما زاد من معاناة الفريق المدريدي. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل شهد الشوط الثاني تألقًا لافتًا للمهاجمة الشابة فيكي لوبيز التي سجلت “هاتريك” في غضون 20 دقيقة فقط، مستغلةً المساحات الشاسعة في دفاعات الخصم. كل هدف كان بمثابة رصاصة جديدة في جسد الفريق الأبيض الذي بدا عاجزًا تمامًا عن إيقاف المد الهجومي الكتالوني، لتنتهي المباراة بنتيجة تاريخية ستظل عالقة في الأذهان طويلاً.

تحليل تكتيكي لأسباب هذا الفوز الساحق

لم يأتِ هذا الفوز الساحق من فراغ، بل كان نتاجًا لتفوق تكتيكي واضح من مدرب برشلونة الذي قرأ المباراة ببراعة. اعتمد الفريق على خطة لعب محكمة بنيت على أسس واضحة.

الضغط العالي والتفوق في خط الوسط

كان مفتاح الفوز هو الضغط المتقدم الذي طبقه برشلونة منذ الثانية الأولى، مما حرم ريال مدريد من بناء اللعب من الخلف وتسبب في أخطاء دفاعية قاتلة. سيطرت لاعبات مثل باتري غويخارو وكيرا والش على منطقة الوسط بشكل كامل، مما منح الفريق حرية مطلقة في التحكم بوتيرة اللعب وصناعة الفرص. هذا الأسلوب هو جزء أساسي من تكتيكات كرة القدم الحديثة التي يتقنها برشلونة.

استغلال الأخطاء الدفاعية

عانى دفاع ريال مدريد من غياب التركيز والتنظيم، وهي ثغرات استغلها هجوم برشلونة بلا رحمة. السرعة والمهارة الفردية للاعبات مثل هانسن وبارالويلو كشفت نقاط الضعف بشكل واضح، مما جعل كل هجمة كتالونية تمثل خطورة حقيقية. إن تحقيق فوز ساحق بهذا الحجم يتطلب ليس فقط قوة هجومية، بل أيضًا القدرة على استغلال أخطاء الخصم بأفضل طريقة ممكنة.

ردود الفعل: صدمة في مدريد واحتفالات في كتالونيا

كانت أصداء المباراة مدوية. في مدريد، سادت حالة من الصدمة والغضب بين الجماهير ووسائل الإعلام التي وصفت النتيجة بـ “الفضيحة التاريخية”. خرج مدرب ريال مدريد في المؤتمر الصحفي معتذرًا للجماهير، ومؤكدًا على ضرورة مراجعة الأخطاء لتجنب تكرار مثل هذه الهزيمة المذلة. على الجانب الآخر، عمت الاحتفالات أرجاء كتالونيا، حيث احتفت الصحف بالانتصار الكبير ووصفته بأنه “استعراض كروي” يؤكد هيمنة برشلونة المطلقة. تفاعل اللاعبون والجماهير بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، معبرين عن فرحتهم بهذا الانتصار الذي يتجاوز كونه مجرد مباراة كرة قدم.

في الختام، يمثل هذا الانتصار علامة فارقة في تاريخ الكلاسيكو النسائي، ويؤكد على الفجوة الكبيرة في المستوى بين برشلونة وبقية المنافسين في الوقت الحالي. لقد كان درسًا قاسيًا لريال مدريد، واحتفالاً مستحقًا لفريق أثبت أنه الأفضل في العالم.

المصدر: Marca

مقالات ذات صلة