قصة ماري إيربس: من القلق والمرض إلى سماع الكلمات التي انتظرتها عاماً كاملاً
قصة ماري إيربس، حارسة مرمى منتخب إنجلترا للسيدات ونادي مانشستر يونايتد، ليست مجرد حكاية عن التألق الرياضي والصدات البارعة، بل هي رحلة إنسانية عميقة مليئة بالصبر، القلق، والأمل. في مقتطفات مؤثرة من سيرتها الذاتية القادمة بعنوان “All In”، تكشف إيربس عن المعاناة النفسية والجسدية التي مرت بها خلال فترة استبعادها عن المنتخب الوطني لمدة 12 شهراً، واللحظة الفارقة التي غيرت كل شيء.
جدول المحتويات
- عام من الانتظار: معاناة في الظل
- المكالمة التي غيرت كل شيء
- ما وراء القفازات: نظرة على شخصية إيربس الصلبة
- العودة المظفرة وأثرها على مسيرتها
عام من الانتظار: معاناة في الظل
بعد فترة من التألق، وجدت ماري إيربس نفسها فجأة خارج حسابات المنتخب الإنجليزي. لم يكن الأمر مجرد خيبة أمل مهنية، بل تحول إلى تحدٍ نفسي هائل. تصف إيربس في سيرتها الذاتية كيف أن كل إعلان لقائمة المنتخب كان يمثل لها لحظة من التوتر الشديد، حيث كانت تشعر بـ “الغثيان والقلق” وهي تنتظر رؤية اسمها، الذي لم يظهر قط على مدار عام كامل. هذا الانتظار الطويل ترك أثراً عميقاً عليها، حيث بدأت تفقد الأمل في العودة لتمثيل بلادها مرة أخرى.
لم تكن المعاناة نفسية فقط، بل امتدت لتؤثر على صحتها الجسدية. الشعور بالرفض وعدم اليقين خلق حالة من الضغط المستمر الذي أثر على حياتها اليومية. كانت هذه الفترة اختباراً حقيقياً لقوة عزيمتها، حيث كان عليها أن تواصل التدريب والأداء على أعلى مستوى مع ناديها، بينما يسيطر عليها شعور بأن حلمها الدولي قد انتهى إلى الأبد.
المكالمة التي غيرت كل شيء
بعد 12 شهراً من الانتظار المرير، جاءت اللحظة التي طالما حلمت بها. تروي إيربس تفاصيل تلك اللحظة المحورية عندما تلقت اتصالاً هاتفياً يحمل لها أخباراً لم تكن تتوقعها. كانت الكلمات التي سمعتها على الطرف الآخر من الهاتف بمثابة نهاية لكابوس طويل وبداية لفصل جديد ومشرق في مسيرتها. كانت تلك هي الدعوة التي انتظرتها طويلاً للعودة إلى صفوف منتخب إنجلترا للسيدات “اللبؤات” تحت قيادة المدربة الجديدة سارينا ويجمان.
تصف إيربس شعورها في تلك اللحظة بأنه مزيج من الصدمة، الفرحة، والراحة التي لا توصف. لقد كانت الكلمات التي سمعتها هي “الكلمات التي انتظرت 12 شهراً لسماعها”، وهي اللحظة التي أدركت فيها أن كل صبرها وعملها الجاد لم يذهب سدى. هذه المكالمة لم تكن مجرد استدعاء للمنتخب، بل كانت بمثابة شهادة على مثابرتها وإيمانها بقدراتها.
تفاصيل مؤثرة في قصة ماري إيربس
تعتبر قصة ماري إيربس مصدر إلهام للكثيرين، فهي تسلط الضوء على الجانب الخفي من حياة الرياضيين المحترفين. إن الضغط النفسي، الخوف من الفشل، وقوة العزيمة للنهوض بعد السقوط هي عناصر أساسية في رحلتها. تعلمنا حكايتها أن النجاح لا يُقاس فقط بالألقاب والإنجازات، بل بالقدرة على مواجهة الشدائد بقوة وإصرار.
ما وراء القفازات: نظرة على شخصية إيربس الصلبة
كشفت هذه التجربة الصعبة عن قوة شخصية ماري إيربس. فبدلاً من الاستسلام لليأس، استخدمت فترة غيابها عن المنتخب كدافع لتطوير نفسها على المستويين الفني والبدني. استمرت في التألق مع ناديها مانشستر يونايتد، مما جعل تجاهلها أمراً صعباً على أي جهاز فني. لقد أثبتت أن العمل الجاد والتصميم هما أفضل رد على أي شكوك أو تهميش.
تُظهر قصة ماري إيربس أن العقلية تلعب دوراً حاسماً في الرياضة. قدرتها على الحفاظ على تركيزها وإيمانها بنفسها خلال أصعب فترات مسيرتها هي ما مكنها من العودة أقوى من أي وقت مضى. أصبحت اليوم ليست فقط حارسة مرمى مميزة، بل قائدة حقيقية داخل الملعب وخارجه.
العودة المظفرة وأثرها على مسيرتها
منذ عودتها للمنتخب، أصبحت ماري إيربس عنصراً لا غنى عنه في تشكيلة “اللبؤات”. لقد لعبت دوراً محورياً في تحقيق إنجازات تاريخية، أبرزها الفوز ببطولة أمم أوروبا للسيدات (يورو 2022) والوصول إلى نهائي كأس العالم للسيدات 2023. لم تكتفِ بالعودة، بل أثبتت أنها واحدة من أفضل حارسات المرمى في العالم، وحصلت على جائزة “The Best” من الفيفا لأفضل حارسة مرمى في العالم.
إن قصة ماري إيربس هي شهادة حية على أن المثابرة والإيمان بالذات يمكن أن يحولا أصعب التحديات إلى أعظم الانتصارات. رحلتها من الشعور بالمرض والقلق إلى الوقوف على قمة كرة القدم العالمية هي درس ملهم في القوة والصمود.
المصدر: The Guardian
تعليقات الزوار ( 0 )