لماذا استدعى ناجلزمان 4 حراس مرمى؟ دحض الاتهامات وتوضيح الأسباب الاستراتيجية

11 نوفمبر 2025 - 10:03 ص

إن قرار ناجلزمان باستدعاء أربعة حراس مرمى للمشاركة في بطولة أمم أوروبا 2024 أثار موجة من التساؤلات والتحليلات في الأوساط الرياضية الألمانية والعالمية. ففي خطوة غير تقليدية، فضل المدير الفني للمنتخب الألماني، يوليان ناجلزمان، تعزيز مركز حراسة المرمى على حساب لاعب ميدان، مما دفع البعض إلى اتهامه بإضعاف الفريق وحرمانه من خيار إضافي في خطوط اللعب الأخرى. لكن عند النظر بعمق، نجد أن هذا القرار لم يكن عشوائياً، بل هو جزء من رؤية استراتيجية دقيقة تهدف إلى تهيئة أفضل الظروف الممكنة للفريق لتحقيق النجاح.

جدول المحتويات

قائمة الحراس الأربعة: مزيج من الخبرة والشباب

قبل الخوض في تفاصيل الاستراتيجية، من المهم معرفة الأسماء التي وقع عليها اختيار ناجلزمان. ضمت القائمة كلاً من العملاقين مانويل نوير (بايرن ميونخ) ومارك أندريه تير شتيغن (برشلونة)، وهما من أفضل حراس العالم ويمثلان الخيارين الأول والثاني بشكل واضح. إلى جانبهما، تم استدعاء أوليفر باومان (هوفنهايم) وألكسندر نوبل (شتوتغارت). هذا الاختيار يضمن وجود حارسين من الطراز العالمي، مدعومين بحارسين آخرين أثبتا جدارتهما في الدوري الألماني، مما يوفر للمدرب عمقاً وتنوعاً في هذا المركز الحيوي.

الأسباب الحقيقية وراء قرار ناجلزمان باستدعاء أربعة حراس مرمى

لم يكن الهدف من هذا القرار هو مجرد توفير بدائل في حال حدوث إصابات، على الرغم من أن هذا العامل مهم بالتأكيد. الرؤية الأعمق لناجلزمان ترتكز على تحسين جودة وكثافة التدريبات اليومية للمنتخب، وهو ما يعتبره المدرب حجر الزاوية في التحضير لبطولة كبرى ومضغوطة مثل اليورو.

ضمان سير التدريبات بكفاءة قصوى

أوضح ناجلزمان أن وجود أربعة حراس مرمى يسمح بتقسيم الحصص التدريبية بشكل مثالي. ففي الوقت الذي يشارك فيه حارسان في مباراة تدريبية كاملة (11 ضد 11)، يمكن للحارسين الآخرين أداء تدريبات متخصصة ومكثفة مع مدرب حراس المرمى دون أي انقطاع. هذا التوزيع يضمن أن جميع الحراس يحصلون على الجرعة التدريبية اللازمة للحفاظ على جاهزيتهم، وفي نفس الوقت، لا تتأثر التدريبات التكتيكية للفريق ككل.

تخفيف العبء وتجنب الإرهاق

خلال البطولات الكبرى، يخضع حراس المرمى لضغط بدني وذهني هائل، خاصة في تدريبات التسديد وإنهاء الهجمات التي يشارك فيها جميع لاعبي الميدان. وجود أربعة حراس يسمح بتوزيع هذا العبء عليهم، بحيث لا يتعرض حارس واحد لكمية هائلة من التسديدات يومياً، مما يقلل من خطر الإصابات الناتجة عن الإرهاق ويحافظ على تركيزهم في أعلى مستوياته. هذا النهج الوقائي يُعد استثماراً ذكياً في أهم عناصر الفريق.

كيف يخدم وجود 4 حراس مرمى جودة التدريبات؟

تخيل سيناريو تدريبي يريد فيه ناجلزمان تطبيق خطط هجومية تتطلب إنهاء الهجمات من طرفي الملعب في وقت واحد. في هذه الحالة، يمكن وضع حارس في كل مرمى، بينما يركز حارسان آخران على تدريبات فردية. هذا الأمر مستحيل مع وجود ثلاثة حراس فقط، حيث سيضطر أحدهم للقيام بمجهود مضاعف أو ستتأثر جودة التدريب. بالتالي، فإن قرار ناجلزمان باستدعاء أربعة حراس مرمى يمنح المنتخب الألماني مرونة تكتيكية وتدريبية لا تملكها معظم الفرق الأخرى.

دحض نظرية “العيب”: هل هو قرار صائب أم مخاطرة؟

يرى المنتقدون أن التضحية بلاعب ميدان من أجل حارس مرمى رابع هو “عيب” يقلل من الخيارات الهجومية أو الدفاعية للمدرب أثناء المباريات. لكن ناجلزمان وفريقه الفني يرون عكس ذلك. الفلسفة هنا هي أن جودة التحضير والتدريب الأمثل للفريق بأكمله تفوق فائدة وجود لاعب ميدان إضافي قد لا يشارك إلا لدقائق معدودة في البطولة بأكملها. إن تجهيز 22 لاعباً بأفضل صورة ممكنة بفضل وجود 4 حراس مرمى هو استثمار أكبر وأكثر تأثيراً من وجود لاعب رقم 23 على مقاعد البدلاء. إنه يمثل تحولاً من التفكير في “الكم” إلى التركيز على “الكيف” في عملية الإعداد.

في الختام، يتضح أن قرار ناجلزمان باستدعاء أربعة حراس مرمى لم يكن مجرد نزوة، بل هو خطوة مدروسة بعناية فائقة تهدف إلى خلق بيئة تدريبية مثالية، وتقليل مخاطر الإصابات، ورفع مستوى جاهزية الفريق ككل. قد تبدو هذه الخطوة غير مألوفة، لكنها تعكس عقلية مدرب لا يترك شيئاً للصدفة ويسعى لمنح فريقه كل ميزة ممكنة في طريقه نحو المنافسة على اللقب الأوروبي.

المصدر: Kicker.de

مقالات ذات صلة