لماذا يضع لاعبو كرة القدم شريطًا على معصمهم؟ 5 أسباب خفية وراء هذه الظاهرة
إن شريط معصم لاعبي كرة القدم ليس مجرد إكسسوار أو موضة عابرة في عالم الساحرة المستديرة، بل هو ظاهرة شائعة تحمل وراءها العديد من الأسرار والأسباب التي تتنوع بين ما هو طبي، نفسي، وحتى شخصي. من لويس سواريز إلى نيمار، مروراً بالعديد من النجوم العالميين، نلاحظ أن هذا الشريط الأبيض أو الملون يزين معصم واحد أو كليهما، مما يثير فضول الجماهير حول الغاية الحقيقية من ارتدائه. في هذا المقال، سنغوص في أعماق هذا التقليد ونكشف عن الأسباب الرئيسية التي تدفع اللاعبين لوضع الشريط اللاصق على معصمهم.
جدول المحتويات
- الدعم الطبي والحماية من الإصابات
- عامل نفسي وتعزيز للثقة
- إخفاء المجوهرات والالتزام بقوانين اللعبة
- ما هي أنواع شريط معصم لاعبي كرة القدم المستخدمة؟
- رسائل شخصية وذكريات خاصة
الدعم الطبي والحماية من الإصابات
السبب الأكثر شيوعًا ومنطقية هو الحماية والدعم الطبي. يتعرض لاعبو كرة القدم باستمرار للسقوط والالتحامات الجسدية القوية، مما يجعل مفاصلهم، وخاصة المعصمين، عرضة للالتواءات والإصابات. يعمل الشريط اللاصق كجبيرة خفيفة، حيث يوفر دعمًا إضافيًا للمعصم ويحد من حركته المفرطة التي قد تؤدي إلى إصابة خطيرة.
يساعد الشريط على تثبيت المفصل وزيادة استقراره، وهو أمر حيوي بشكل خاص للاعبين الذين لديهم تاريخ من الإصابات في هذه المنطقة. كما يستخدمه حراس المرمى بشكل مكثف لتقوية قبضتهم على الكرة وحماية معصميهم عند التصدي للتسديدات القوية. إنه بمثابة درع واقٍ يمنح اللاعب شعورًا بالأمان ويقلل من خطر تفاقم الإصابات الطفيفة.
عامل نفسي وتعزيز للثقة
لا يمكن إغفال الجانب النفسي في عالم الرياضة الاحترافية. بالنسبة للعديد من اللاعبين، يصبح وضع الشريط على المعصم جزءًا لا يتجزأ من طقوس ما قبل المباراة. هذه الطقوس تساعدهم على الدخول في الحالة الذهنية المناسبة للتركيز والمنافسة. قد يعتقد بعض اللاعبين أن هذا الشريط يجلب لهم الحظ السعيد أو أنه جزء من روتينهم الذي قادهم للنجاح في الماضي.
هذه العادة، حتى لو لم يكن لها أساس علمي، تمنح اللاعب دفعة معنوية وشعورًا بالسيطرة والثقة. في لعبة تحسمها تفاصيل صغيرة وفروقات ذهنية، يمكن لهذا الشعور البسيط بالراحة أن يحدث فرقًا كبيرًا في أداء اللاعب على أرض الملعب.
إخفاء المجوهرات والالتزام بقوانين اللعبة
تنص قوانين كرة القدم التي يضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على منع اللاعبين من ارتداء أي نوع من المجوهرات، بما في ذلك الخواتم والأساور، لتجنب إيذاء أنفسهم أو اللاعبين الآخرين. يلجأ العديد من اللاعبين المتزوجين أو المرتبطين إلى وضع الشريط اللاصق لتغطية خواتم الزواج أو الأساور الرمزية بدلاً من خلعها.
بهذه الطريقة، يمكنهم الالتزام بقوانين اللعبة مع الحفاظ على قطعهم الشخصية ذات القيمة العاطفية. يعتبر الشريط حلاً بسيطًا وعمليًا لهذه المعضلة، مما يسمح لهم باللعب بأمان دون التخلي عن رموزهم الخاصة.
ما هي أنواع شريط معصم لاعبي كرة القدم المستخدمة؟
لا يقتصر استخدام شريط معصم لاعبي كرة القدم على نوع واحد فقط، بل هناك عدة أنواع تخدم أغراضًا مختلفة. النوع الأكثر شيوعًا هو الشريط الرياضي اللاصق المصنوع من القماش (Athletic Tape)، وهو يوفر دعمًا قويًا للمفاصل ويستخدم بشكل أساسي للوقاية من الإصابات. هناك أيضًا نوع آخر يعرف بالشريط المطاطي (Kinesiology Tape)، والذي يتميز بمرونته ويستخدم لتحسين الدورة الدموية وتخفيف آلام العضلات دون تقييد الحركة بشكل كامل.
يختار اللاعبون النوع المناسب بناءً على احتياجاتهم، سواء كانت الحاجة للدعم الهيكلي القوي أو للمساعدة في التعافي العضلي. إن تطور علم الطب الرياضي قد أتاح خيارات متعددة تجعل من استخدام الشريط الرياضي أداة فعالة لتحسين الأداء والحفاظ على سلامة اللاعبين.
رسائل شخصية وذكريات خاصة
أحيانًا، يتحول الشريط الأبيض البسيط إلى لوحة شخصية يعبر من خلالها اللاعب عن مشاعره أو يرسل رسائل معينة. يقوم العديد من اللاعبين بكتابة أسماء أطفالهم، أو زوجاتهم، أو تواريخ مهمة، أو رسائل دينية ودعوات على الشريط.
أصبح هذا التقليد وسيلة للاعبين لتكريم أحبائهم أو استحضار ذكريات ملهمة تمنحهم دافعًا إضافيًا خلال المباراة. عند تسجيل هدف، غالبًا ما نرى اللاعب يقبّل معصمه الملفوف بالشريط، في لفتة عاطفية موجهة إلى من يحمل رسالتهم. هذا يحول شريط معصم لاعبي كرة القدم من مجرد أداة وظيفية إلى رمز شخصي عميق يربط اللاعب بعالمه الخاص خارج الملعب.
خلاصة: أكثر من مجرد قطعة شريط
في الختام، يتضح أن ظاهرة ارتداء الشريط على المعصم في كرة القدم هي مزيج معقد من الأسباب العملية والنفسية والشخصية. سواء كان ذلك لتوفير الدعم والحماية، أو كجزء من طقوس تجلب الحظ، أو كوسيلة للالتزام بالقوانين وحمل رسائل شخصية، فإن هذا الشريط الصغير يلعب دورًا كبيرًا في حياة اللاعبين داخل وخارج الملعب. في المرة القادمة التي تشاهد فيها لاعبًا يضع شريطه، ستعرف أنه لا يقوم بذلك من أجل المظهر فقط، بل هناك قصة وسبب وراء كل لفة.
المصدر: BBC Sport
تعليقات الزوار ( 0 )