مستقبل فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد على المحك: هل انتهى عصر النجم الذي لا يُمَس؟
مستقبل فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد أصبح حديث الساعة في الأوساط الرياضية العالمية، فبعد سنوات من التألق فرض فيها نفسه كأحد أبرز نجوم الفريق وأكثرهم حسماً، بدأت الشكوك تحوم حول مكانته التي كانت تُعتبر “محصّنة”. لم يعد النجم البرازيلي يشعر بأنه “لا يمكن المساس به” داخل أسوار سانتياغو برنابيو، وهو شعور يفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات كثيرة حول الأسباب الكامنة وراء هذا التحول وما يخبئه المستقبل له في ظل المتغيرات القادمة.
جدول المحتويات
- من موهبة واعدة إلى نجم لا غنى عنه
- زلزال مبابي: المتغير الأكبر في المعادلة
- ما هي سيناريوهات مستقبل فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد؟
- رد فعل اللاعب وإدارة النادي
من موهبة واعدة إلى نجم لا غنى عنه
عندما وصل فينيسيوس جونيور إلى ريال مدريد في عام 2018، كان مجرد شاب يافع يمتلك مهارات فذة وسرعة فائقة، لكنه كان يفتقر إلى اللمسة الأخيرة أمام المرمى. واجه اللاعب انتقادات عديدة في مواسمه الأولى، لكنه بفضل إصراره ودعم المدربين، وعلى رأسهم كارلو أنشيلوتي، تحول إلى آلة تهديفية مرعبة وأحد أفضل اللاعبين في العالم في مركزه. كان فينيسيوس هو رجل اللحظات الحاسمة، وصانع الفارق في أصعب المباريات، وأبرزها تسجيله هدف الفوز في نهائي دوري أبطال أوروبا 2022، مما رسخ مكانته كأيقونة لا يمكن الاستغناء عنها في تشكيلة الفريق الملكي.
خلال المواسم الماضية، بنى ريال مدريد خططه الهجومية حول الجناح البرازيلي، مستغلاً قدرته على المراوغة واختراق دفاعات الخصوم. هذا الاعتماد المطلق منحه شعوراً بالثقة والأهمية، وجعله بالفعل “اللاعب الذي لا يُمَس” في خطط أنشيلوتي، حيث كانت مشاركته أساسية أمراً مفروغاً منه.
زلزال مبابي: المتغير الأكبر في المعادلة
كل شيء تغير مع التأكيدات شبه النهائية على وصول النجم الفرنسي كيليان مبابي إلى ريال مدريد في الصيف المقبل. وصول لاعب بحجم مبابي، الذي يشغل نفس المركز المفضل لفينيسيوس على الرواق الأيسر، خلق حالة من عدم اليقين حول كيفية تعايش النجمين معاً في تشكيلة واحدة. هذا الوضع الجديد هو السبب الرئيسي وراء شعور فينيسيوس بأن مكانته لم تعد مضمونة كما كانت في السابق.
التحدي التكتيكي لأنشيلوتي
سيواجه المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي تحدياً تكتيكياً هو الأكبر في مسيرته. فكيف سيتمكن من توظيف ثلاثة من أفضل مهاجمي العالم (مبابي، فينيسيوس، وبيلينجهام) في خط هجومي واحد دون التأثير على التوازن الدفاعي للفريق؟ من المرجح أن يُطلب من فينيسيوس التكيف مع دور جديد، ربما باللعب كمهاجم صريح أو التحول إلى الجهة اليمنى، وهي أدوار قد لا تبرز كامل إمكانياته كما يفعل في مركزه الأصلي.
ما هي سيناريوهات مستقبل فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد؟
مع هذا الواقع الجديد، تبدو هناك عدة سيناريوهات محتملة أمام النجم البرازيلي. لم يعد بقاؤه كنجم مطلق أمراً محسوماً، مما يضع مستقبل فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد أمام عدة احتمالات:
- التكيف والتعايش: السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن يقبل فينيسيوس التحدي الجديد، ويعمل على التكيف مع خطط أنشيلوتي والتعايش مع مبابي. قد يتطلب ذلك منه مرونة تكتيكية وتضحيات شخصية من أجل مصلحة الفريق، وهو ما أظهره في السابق.
- المنافسة الشرسة: قد يدخل اللاعبان في منافسة مباشرة على مركز الجناح الأيسر، مما سيجبر أنشيلوتي على اتخاذ قرارات صعبة في كل مباراة. هذه المنافسة قد تكون إيجابية لرفع مستوى كليهما، أو سلبية إذا خلقت جواً من التوتر.
- الرحيل المفاجئ: على الرغم من أنه يبدو مستبعداً حالياً نظراً لأهمية اللاعب وتجديد عقده مؤخراً حتى عام 2027، إلا أن فكرة رحيله لم تعد من المحرمات. إذا شعر فينيسيوس بأن دوره سيتضاءل بشكل كبير، قد تبدأ أندية كبرى في الدوري الإنجليزي أو باريس سان جيرمان في مراقبة وضعه عن كثب.
رد فعل اللاعب وإدارة النادي
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من فينيسيوس أو من إدارة ريال مدريد حول هذا الأمر. لكن التقارير الصحفية المقربة من النادي تشير إلى أن الإدارة تعتبر فينيسيوس جزءاً لا يتجزأ من مشروعها المستقبلي، وتثق بقدرة أنشيلوتي على إيجاد الحل الأمثل لاحتواء جميع النجوم. من جانبه، يركز فينيسيوس حالياً على إنهاء الموسم بأفضل طريقة ممكنة، ولكنه يدرك في قرارة نفسه أن التحدي الأكبر ينتظره في الموسم المقبل.
في الختام، يبدو أن أيام “الراحة” قد ولّت بالنسبة لفينيسيوس جونيور. وصول مبابي سيضعه تحت ضغط لم يعهده من قبل، وسيكون عليه إثبات جدارته مرة أخرى في حقبة جديدة من “الجلاكتيكوس”. الأكيد أن الأسابيع والأشهر القادمة ستكون حاسمة في تحديد ملامح مستقبل فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد، وما إذا كان سيستمر في كتابة التاريخ بالقميص الأبيض أم أن قصة جديدة ستُكتب في مكان آخر.
المصدر: BBC Sport
تعليقات الزوار ( 0 )