ملعب يان برايدل: حيث أشرقت شمس أسطورة أندريس إنييستا مع برشلونة
يُعد ملعب يان برايدل وبداية أسطورة إنييستا فصلاً خالداً في تاريخ نادي برشلونة وكرة القدم العالمية. فعلى أرض هذا الملعب البلجيكي العريق، خطا الشاب أندريس إنييستا أولى خطواته الرسمية مع الفريق الأول للبارسا، لتبدأ مسيرة حافلة بالإنجازات والألقاب التي جعلته أحد أعظم لاعبي خط الوسط في التاريخ.
ليلة لا تُنسى في بروج: الظهور الأول لـ “الرسام”
في ليلة 29 أكتوبر 2002، وضمن منافسات دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، حلّ برشلونة ضيفاً على كلوب بروج في ملعبه “يان برايدل”. كانت المباراة بمثابة تحصيل حاصل للنادي الكتالوني الذي ضمن تأهله، مما دفع المدرب الهولندي لويس فان خال إلى منح الفرصة لعدد من اللاعبين الشباب. كان من بين هؤلاء شاب نحيل يبلغ من العمر 18 عاماً، قادم من أكاديمية “لا ماسيا” الشهيرة، اسمه أندريس إنييستا.
شارك إنييستا أساسياً في تلك المباراة، مرتدياً القميص رقم 34. ورغم صغر سنه وقلة خبرته، أظهر لمحات فنية استثنائية وثقة كبيرة بالنفس في وسط الملعب. كانت تلك هي اللحظة التي أعلن فيها “الرسام” عن قدومه إلى عالم الكبار، مقدماً أوراق اعتماده كواحد من أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا.
ما وراء الظهور الأول: إيمان فان جال بموهبة إنييستا
لم تكن مشاركة إنييستا مجرد صدفة أو قرار عابر من المدرب لويس فان خال. فقد كان الهولندي مؤمناً بقدرات هذا الشاب، حتى أنه صرّح في إحدى المرات مقولته الشهيرة للاعب خط الوسط المخضرم آنذاك تشافي هيرنانديز: “أنت ستجعلني أعتزل، ولكن هذا الفتى (إنييस्ता) سيجعلنا نعتزل جميعاً”.
كان إيمان فان جال في محله، فقد أثبتت السنوات التالية صحة رؤيته. أصبح إنييستا ركيزة أساسية في الجيل الذهبي لبرشلونة، وشكّل مع تشافي وميسي ثلاثياً أسطورياً غيّر مفاهيم كرة القدم الحديثة.
ملعب يان برايدل: شاهد على التاريخ
يقع ملعب يان برايدل في مدينة بروج البلجيكية، وهو المعقل الرئيسي لناديي كلوب بروج وسيركل بروج. تم افتتاح الملعب عام 1975، ويتسع لأكثر من 29 ألف متفرج. ورغم أنه استضاف العديد من المباريات الهامة في تاريخ الكرة البلجيكية والأوروبية، إلا أن ذكرى الظهور الأول لأسطورة بحجم أندريس إنييستا على أرضه تمنحه مكانة خاصة في قلوب عشاق برشلونة.
إرث إنييستا: من بروج إلى المجد العالمي
كانت ليلة بروج مجرد نقطة انطلاق. من هناك، انطلق إنييستا في رحلة أسطورية حصد خلالها كل الألقاب الممكنة مع برشلونة ومنتخب إسبانيا. من أهدافه الحاسمة مثل هدفه الشهير في مرمى تشيلسي على ملعب “ستامفورد بريدج”، إلى هدفه الأغلى الذي منح إسبانيا لقب كأس العالم 2010، ترك إنييستا بصمة لا تُمحى.
لكن كل هذه الحكايات العظيمة بدأت من هناك، على عشب ملعب يان برايدل، في ليلة أوروبية باردة شهدت ولادة نجم سيُضيء سماء كرة القدم لسنوات طويلة قادمة.
تعليقات الزوار ( 0 )