158 دقيقة فقط في المقدمة: هل يعاني ريال سوسيداد من أزمة حقيقية؟

11 نوفمبر 2025 - 1:17 ص

158 دقيقة فقط في المقدمة هو الرقم الصادم الذي يكشف عن واحدة من أكبر المشاكل التي يواجهها فريق ريال سوسيداد هذا الموسم في الدوري الإسباني. هذا الإحصاء لا يعكس مجرد سوء حظ عابر، بل يشير إلى صعوبات عميقة في فرض السيطرة على المباريات وتحويل الأداء الجيد إلى تقدم ملموس على لوحة النتائج. في هذا التحليل المفصل، سنغوص في معنى هذا الرقم المقلق، ونستكشف الأسباب التكتيكية والفنية وراءه، ونقيّم تأثيره على طموحات الفريق الباسكي، ونبحث عن الحلول الممكنة للخروج من هذا المأزق.

جدول المحتويات

تحليل الأرقام: ماذا تعني 158 دقيقة في عالم كرة القدم؟

عندما نتحدث عن 158 دقيقة فقط من التقدم في النتيجة على مدار عدة جولات من بطولة تنافسية مثل الدوري الإسباني، فإننا ننظر إلى نسبة ضئيلة جداً من إجمالي وقت اللعب. لنفترض أن الفريق خاض 12 مباراة حتى الآن، هذا يعني إجمالي 1080 دقيقة لعب (دون احتساب الوقت بدل الضائع). بالتالي، فإن 158 دقيقة تمثل حوالي 14.6% فقط من إجمالي الدقائق التي لعبها الفريق. هذا الرقم يضع ريال سوسيداد ضمن أسوأ الفرق في الدوريات الأوروبية الكبرى من حيث القدرة على أخذ زمام المبادرة في المباريات. المقارنة مع المنافسين المباشرين تزيد من قتامة الصورة، حيث تتجاوز فرق القمة حاجز الـ 400 أو 500 دقيقة في المقدمة بسهولة. هذا العجز لا يعني فقط أن الفريق لا يسجل أولاً، بل يعني أيضاً أنه حتى عندما يفعل، فإنه يفشل في الحفاظ على تقدمه لفترات طويلة، مما يضع ضغطاً هائلاً على خط الدفاع ويقلل من فرص حصد النقاط الثلاث.

الأسباب المحتملة وراء العجز عن التقدم

هذا الرقم السلبي ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة لمجموعة من العوامل المتشابكة التي يمكن تحليلها على عدة مستويات:

مشاكل في الثلث الهجومي الأخير

يعاني الفريق من بطء واضح في بناء الهجمات وصعوبة في كسر التكتلات الدفاعية للخصوم. على الرغم من الاستحواذ على الكرة في كثير من الأحيان، إلا أن اللمسة الأخيرة تفتقر للدقة والحسم. الفرص التي يتم صنعها ليست بالخطورة الكافية، والمهاجمون يمرون بفترة من تراجع الثقة أمام المرمى. هذا العجز عن ترجمة السيطرة الميدانية إلى أهداف مبكرة هو السبب الرئيسي وراء قضاء معظم أوقات المباريات في حالة تعادل أو تأخر في النتيجة.

تأثير تكتيك إيمانول ألغواسيل

يعرف المدرب إيمانول ألغواسيل بأسلوبه التكتيكي المنظم الذي يركز على الضغط العالي والتماسك الدفاعي. ومع ذلك، قد يكون هذا التركيز قد أتى على حساب الجرأة الهجومية في بعض المباريات. يبدو الفريق حذراً أكثر من اللازم في بداية اللقاءات، ويفضل عدم المخاطرة على حساب البحث عن هدف مبكر يربك حسابات المنافس. هذا النهج قد يكون ناجحاً ضد الفرق الكبرى، لكنه يصبح مشكلة حقيقية أمام الفرق التي تلعب بأسلوب دفاعي وتجبر سوسيداد على أخذ المبادرة.

تأثير الأزمة على نتائج وطموحات الفريق

إن مشكلة 158 دقيقة فقط في المقدمة ليست مجرد إحصائية سلبية، بل لها انعكاسات مباشرة على مسيرة الفريق. أولاً، تضع هذه المشكلة الفريق في موقف دائم من مطاردة النتيجة، وهو أمر مرهق بدنياً وذهنياً. ثانياً، تزيد من صعوبة الفوز بالمباريات، حيث أن تسجيل هدف واحد من الخصم قد يعني انتهاء المباراة بالتعادل أو الخسارة. هذا النمط يؤدي إلى نزيف مستمر للنقاط، خاصة في المباريات التي يكون فيها الفريق هو الطرف الأفضل من الناحية الفنية. الطموحات الأوروبية التي يرسمها النادي في بداية كل موسم تصبح في خطر حقيقي إذا لم يتم إيجاد حل لهذه المعضلة الهجومية، حيث أن المنافسة على المراكز المتقدمة تتطلب حسماً وفعالية لا يمتلكها الفريق حالياً.

ما هو الحل؟ نظرة مستقبلية لريال سوسيداد

الخروج من هذه الأزمة يتطلب تحركاً على عدة جبهات. على المستوى التكتيكي، قد يحتاج المدرب ألغواسيل إلى إيجاد توازن أفضل بين الصلابة الدفاعية والمخاطرة الهجومية، وربما تغيير بعض الأدوار في الخط الأمامي لزيادة الفعالية. على مستوى اللاعبين، يجب العمل على الجانب الذهني لاستعادة الثقة المفقودة أمام المرمى، مع تكثيف التدريبات على إنهاء الهجمات. قد يكون سوق الانتقالات الشتوي فرصة لتدعيم الفريق بمهاجم قناص أو صانع ألعاب قادر على تقديم حلول فردية. إن تجاوز عقبة الـ 158 دقيقة لا يتعلق فقط بتسجيل الأهداف، بل باستعادة هوية الفريق كقوة هجومية قادرة على فرض إيقاعها والتقدم في النتائج منذ البداية، وهو التحدي الأكبر الذي يواجه ريال سوسيداد في الفترة القادمة.

المصدر: Marca.com

مقالات ذات صلة