الذكاء الاصطناعي يكشف عن حظوظ الريال وبرشلونة في التتويج بالليغا !

4 نوفمبر 2025 - 10:55 ص

**خوارزميات المستقبل تنطق بحكمها: من سيحمل لقب الليغا؟ ريال مدريد أم برشلونة؟**

في خضم الصراع المحتدم على قمة الدوري الإسباني، وبينما تتعالى أصوات الجماهير في المدرجات وتتضارب تحليلات الخبراء في الاستوديوهات، دخل لاعب جديد وغير متوقع إلى ساحة التوقعات، لاعب لا يعرف الانحياز ولا يتأثر بالضغوطات، إنه الذكاء الاصطناعي. في دراسة حصرية هي الأولى من نوعها هذا الموسم، قام أحد الحواسيب الفائقة المتخصصة في تحليل البيانات الرياضية الضخمة بإصدار حكمه الرقمي، كاشفاً عن هوية البطل الأكثر ترجيحاً لليغا هذا العام، في نتيجة قد لا ترضي طموحات الجميع، لكنها تستند إلى منطق الأرقام البحت.

بعد معالجة ملايين البيانات ونمذجتها عبر خوارزميات معقدة، أعلنت الآلة كلمتها النهائية: ريال مدريد هو المرشح الأبرز للتتويج بلقب الدوري الإسباني بنسبة تصل إلى 68%. في المقابل، حظي غريمه التقليدي برشلونة بفرصة أقل بكثير، حيث لم تتجاوز نسبة فوزه باللقب 24%، بينما توزعت النسب المتبقية على فرق أخرى مثل أتلتيكو مدريد الذي حظي بفرصة ضئيلة لم تتجاوز 5%.

### **ما وراء الأرقام: كيف يرى الذكاء الاصطناعي مستقبل الليغا؟**

قد يتساءل الكثيرون عن الآلية التي توصل بها هذا “العقل الرقمي” إلى استنتاجاته. لا يعتمد الأمر على التنجيم أو المصادفة، بل على تحليل علمي عميق لمجموعة واسعة من المتغيرات التي تشكل نسيج كرة القدم الحديثة. لقد قام النموذج التحليلي بتقييم كل فريق بناءً على عوامل متعددة، منها:

* **الأداء الحالي والتاريخي:** تم تحليل نتائج الفريقين في آخر 50 مباراة، مع إعطاء وزن أكبر للمباريات الأحدث لتعكس المستوى الفني الحالي.
* **قوة الفريق:** لم يكتفِ الحاسوب بتقييم الفريق كوحدة واحدة، بل غاص في تفاصيل أداء كل لاعب على حدة، من خلال مؤشرات مثل الأهداف المتوقعة (xG)، والتمريرات الحاسمة، والتدخلات الدفاعية الناجحة.
* **جدول المباريات المتبقية:** تم إدخال صعوبة المباريات القادمة كعامل حاسم. قام الذكاء الاصطناعي بتحليل قوة المنافسين المتبقين لكل من ريال مدريد وبرشلونة، وتأثير اللعب داخل أو خارج الديار.
* **سجل الإصابات:** تم أخذ تأثير غياب اللاعبين الأساسيين في الاعتبار، وتقييم مدى تأثير عودتهم المحتملة على أداء الفريق في الجولات الحاسمة.
* **المواجهات المباشرة:** تم تحليل الأنماط التكتيكية والنتائج التاريخية في مواجهات “الكلاسيكو”، والتي غالباً ما تكون لها الكلمة الفصل في تحديد مسار اللقب.

بناءً على هذه المعطيات، أظهرت النتائج تفوقاً واضحاً لريال مدريد في عدة مؤشرات رئيسية، أبرزها الاستقرار الفني، وعمق دكة البدلاء، وجدول المباريات الذي يبدو نظرياً أسهل نسبياً في الأمتار الأخيرة من السباق.

### **بين منطق الآلة وشغف الميدان**

بالطبع، هذه التوقعات الرقمية تضع ضغطاً إضافياً على كتيبة المدرب كارلو أنشيلوتي، التي أصبحت مطالبة بترجمة هذا التفوق النظري إلى واقع ملموس على أرض الملعب، وتجنب أي تعثر قد يقلب الطاولة. في المقابل، قد تكون هذه الأرقام بمثابة دافع هائل لفريق برشلونة ولاعبيه، الذين سيجدون أنفسهم في دور “المتحدي” الذي يسعى لكسر كل التوقعات وإثبات أن شغف كرة القدم وإرادة اللاعبين قادران على التغلب على منطق الآلات البارد.

وفي النهاية، يبقى الذكاء الاصطناعي أداة تحليلية متطورة، لكنه لا يملك القدرة على التنبؤ باللحظات السحرية التي تصنع الفارق في كرة القدم؛ هدف في الدقيقة الأخيرة، تصدٍ إعجازي لحارس مرمى، أو قرار تحكيمي مثير للجدل. هذه العوامل البشرية هي ما تمنح اللعبة جمالها ورونقها وتجعلها غير قابلة للتوقع بشكل كامل.

لقد نطقت الخوارزميات بحكمها، لكن الحكم النهائي لم يُكتب بعد. سيبقى العشب الأخضر هو الفيصل، وستظل أقدام اللاعبين هي التي سترسم ملامح البطل الحقيقي لليغا. ويبقى السؤال الأهم معلقاً في الهواء: هل ستصدق نبوءة السيليكون، أم أن للساحرة المستديرة رأياً آخر؟