ملكية ملعب سانت باولي: خطوة تاريخية للجمعية التعاونية نحو السيطرة الكاملة
تُعد ملكية ملعب سانت باولي خطوة فارقة في تاريخ النادي، حيث أعلن النادي الألماني الشهير أن الجمعية التعاونية الخاصة بملعبه (St. Pauli-Stadion-Genossenschaft eG) قد استحوذت على الحصة الأكبر من أسهم شركة تشغيل الملعب، “FC St. Pauli-Stadionbetriebs-GmbH & Co. KG”، في صفقة تعزز من استقلالية النادي وتحمي هويته الفريدة في عالم كرة القدم الحديثة.
تفاصيل الصفقة التاريخية
بموجب هذه الصفقة، أصبحت الجمعية التعاونية تمتلك الآن نسبة 66.67% من أسهم شركة تشغيل ملعب “ميلرنتور”، مما يمنحها أغلبية الثلثين والسيطرة الكاملة على القرارات المستقبلية المتعلقة بالملعب. تمثل هذه الخطوة تتويجًا لجهود بدأت في عام 2011 عندما تم تأسيس الجمعية التعاونية بهدف رئيسي وهو تأمين مستقبل الملعب وحمايته من أي استحواذ خارجي قد يتعارض مع قيم النادي وجماهيره.
تأتي هذه الخطوة لترسيخ مبدأ الملكية الجماعية التي يشتهر بها النادي، حيث تتيح للجماهير والأعضاء المشاركة بفعالية في الحفاظ على أصول ناديهم.
أهمية الخطوة لنادي سانت باولي وجماهيره
لا يمكن التقليل من أهمية هذا الإنجاز لنادي سانت باولي، المعروف بثقافته التقدمية وقيمه الاجتماعية الراسخة. فالسيطرة على الملعب تعني أكثر من مجرد امتلاك عقار، بل هي تأكيد على هوية النادي واستقلاليته.
حماية هوية النادي
يضمن هذا الاستحواذ أن يظل ملعب “ميلرنتور” قلعة للنادي ومركزًا ثقافيًا واجتماعيًا لجماهيره، بعيدًا عن المصالح التجارية البحتة التي قد تسعى لتغيير اسم الملعب أو استغلاله بطرق لا تتوافق مع روح سانت باولي. لقد أكد رئيس النادي، أوكه غوتليش، أن هذه الخطوة “حاسمة لاستقلال النادي على المدى الطويل”.
الاستقرار المالي والمستقبلي
على الصعيد المالي، تمنح ملكية الملعب النادي استقرارًا كبيرًا وتحكمًا كاملًا في مصادر الدخل المتعلقة به، مثل إيرادات المباريات والفعاليات الأخرى. هذا يسمح للنادي بالتخطيط للمستقبل بثقة أكبر، بما في ذلك أي مشاريع تطوير أو تحديث للملعب قد تكون ضرورية لضمان بقائه منشأة حديثة وآمنة للجماهير.
نظرة على المستقبل
مع سيطرة الجمعية التعاونية على أغلبية أسهم الملعب، يدخل نادي سانت باولي حقبة جديدة من الاستقرار والتمكين. هذه الخطوة لا تحمي الملعب كأصل مادي فحسب، بل تحصن المبادئ التي تأسس عليها النادي، مؤكدة أن كرة القدم يمكن أن تكون أكثر من مجرد لعبة أو تجارة، بل هي ملك للجماهير والمجتمع الذي تنتمي إليه. أصبح مستقبل ملعب “ميلرنتور” الآن في أيدي من يهتمون به أكثر من غيرهم: جماهير وأعضاء نادي سانت باولي.
المصدر
تعليقات الزوار ( 0 )